للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بأيَّام، ولم يشعرِ النَّاسُ إلا بجنازتِه قد أُخرجتْ؛ فإنَّه لزِمَ بيتَه في الفتنةِ؛ لرؤيتِه أنَّ أباه جاءَه في المنامٍ حينَ طعنُوا على عثمانَ، فقيل له: قُمْ، فسلِ اللهَ أن يُعيذَكَ مِن الفتنةِ، وقيل: تُوفِّيَ قبلَ مقتلِه بيسيرٍ.

قالَ مصعبٌ الزبيريُّ وغيرُه: سنةَ اثنتين وثلاثين، وذكرَهِ أبو عبيدة (١) فيمَن ماتَ سنةَ اثنتين ثمَّ سنةَ سبعٍ، قالَ: وأظنُّه أثبتَ. وحكى ابنُ زيدٍ عن المدائنيِّ (٢) أنَّه: ماتَ سنةَ ثلاث وثلاثين، ثمَّ ذكرَه فيمَنْ ماتَ سنةَ ستٍّ وثلاثين في المحرَّمِ، وكأنه تلقَّاه مِن قولِ الواقديِّ: كانَ موتُه بعدَ قتلِ عثمانَ بأيَّام، وورَّخَه ابنُ قانعٍ (٣) سنةَ أربعٍ، وخرَّجَ له السِّتةُ، وذُكرَ في "التهذيب" (٤)، و"الإصابة" (٥).


(١) في الأصل: أبو عبيد، والتصويب من "الإصابة" ٢/ ٢٤٩، ولعلَّه ذكره في كتابه: "مقتل عثمان"، وكذا نقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٥/ ٣٢٩. وأبو عبيدةَ هو مَعْمَرُ بنُ المثنَى التَّيميُّ، فارسيُّ الأصل، أحدُ أئمة اللُّغة الكبار، أسندَ الحديث عن هشام بن عروة، روى عنه القاسم بن سلّاَم، وأبو عثمان المازني، له: "مجاز القرآن"، و"كتاب الخيل"، مطبوعان، ولد سنة ١١٤، وتوفي سنة ٢١٠ هـ. "الفهرست"، ص: ٧٩، و"وفيات الأعيان" ٢/ ٢٣، و"إنباه الرواة" ٣/ ٢٧٦.
(٢) أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمَّد، الأخباريُّ، كان عجباً في معرفة السِّير والمغازي، والأنساب، وأيام العرب، مصدَّقاً فيما ينقلُه، له: "أخبار قريش"، توفي سنة ٢٢٤ هـ وقد قارب المئة. "تاريخ بغداد" ١٢/ ٥٤، و"معجم الأدباء" ١٤/ ١٢٤، و"سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٤٠٠.
(٣) ليس له ذكر في "معجم الصحابة"، لابن قانع، المطبوع، لكن الظاهر أنَّ في الكتاب يسَقَطاً، كما أشار المحقق لذلك.
(٤) "تهذيب الكمال" ١٤/ ١٧، و"تهذيب التهذيب" ٤/ ١٥٤.
(٥) "الإصابة" ٢/ ٢٤٩.