للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بنِ زُهرةَ بن كِلابٍ، القُرَشيُّ، الزُّهريُّ (١).

صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ (٢) في المدَنيين، فقال: عبدُ الله بنُ الأرقمِ، كاتبُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. زادَ غيرُه (٣): وكانَ يجيبُ عنه الملوكَ، بل بلغَ مِن أَمانتِه عندَه أنَّه كانَ يأمرُه أنْ يكتبَ إلى بعضِ الملوك، فيكتبُ، ويختمُ مِن غيرِ أنْ يقرأَه، ولذا جعلَه عمرُ على بيتِ المالِ.

قالَ البخاريُّ (٤): وعبدُ يغوثَ جدُّه، إنَّه أسلمَ يومَ الفتحِ، وكتبَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ولأبي بكرٍ وعمرَ، وكانَ على بيتِ المالِ إيَّامَ عمرَ، وكانَ أثيراً عندَه لمِا شاهدَه مِن ائتمانِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - له، حتى إنَّ حفصةَ حكتْ عن أبيها أنَّه قالَ لها: لولا أنْ يُنكِرَ عليَّ قومُكِ لاستخلفتُه.

وعند البغويِّ (٥) مِن طريقِ ابنِ عُيينةَ عن عَمروِ بنِ دينارٍ أنَّ عثمانَ استعملَه على بيتِ المالِ، فأعطاه عُمالةً ثلاثَ مئةِ ألف (٦)، فابى أن يقبلَها، وقالَ: إنما عملتُ لله، وكذا قالَ مالكٌ: بلغني أنَّ عثمانَ أجازَه بثلاثين ألفاً، وذكره. قالَ البخاريُّ: وعبدُ يغوثَ جدُّه، كانَ خالَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وقالَ السَّائبُ بنُ يزيدَ: ما رأيتُ أخشى لله منه.


(١) "الإصابة" ٢/ ٢٧٣.
(٢) "الطبقات" ١/ ١٤٨ (٤٦).
(٣) "معرفة الصحابة"، لأبي نعيم ٣/ ١٥٨٢.
(٤) "التاريخ الكبير" ٥/ ٣٢.
(٥) "معجم الصحابة" ٣/ ٥٢٨
(٦) ثلاث مئة ألف، أي: درهما، وهي تساوي ثلاثين ألف، أي: ديناراً، فيكون الرقمان متساويين.