للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكرَه مسلمٌ (١) في رابعةِ تابعي المدَنيين، وقد سمعَ أنسًا، وأبا أُمامةَ بنَ سهلٍ، وعبدَ اللّه بنَ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ، وسعيدَ بنَ المسيَّب، والأعرجَ، فأكثرَ عنه، وعنه: ابنهُ عبدُ اَلرَّحمنِ، ومالكٌ، وشُعيبُ بنُ أبي حمزةَ، واللَّيثُ، والسُّفيانان، وخلقٌ.

وكانَ أحدَ الأئمةِ الأعلامِ، وقال اللَّيثُ: رأيتُ خلفَه ثلاثَ مئةِ طالبٍ تابعٍ، من طالبِ فِقهٍ، وطالبِ شِعرٍ، وصنوفٍ، ثمَّ لم يلبثْ أنْ صارَ وحدَه، وأقبلوا على ربيعةَ، مع قولِ أبي حنيفةَ: إنَّه أفقهُ، وقولِ أحمدَ: إنَّهُ أعلمُ.

فحكى أبو يوسفَ عن أبي حنيفةَ: قدمتُ المدينةَ فأتيتُ أبا الزِّنادِ، ورأيتُ ربيعةَ، فإذا النَّاسُ على ربيعةَ، وأبو الزِّنادِ أفقهُ الرَّجلين، فقلتُ له: أنتَ أفقهُ، والعملُ على ربيعةَ؟ فقالَ: ويحكَ، كفٌّ مِن حظٍّ خيرٌ من جِرابٍ مِن علمِ.

ونحوُه قولُ غيرِه (٢): رأيتُه دخلَ المسجدَ النَّبويَّ ومعه مثلُ ما معَ السُّلطانِ من الأتباعِ، فمِن سائلٍ عن فريضةٍ، وعن الحسابِ، أو عن الشِّعرٍ، أو عن الحديثِ، أو عن مُعضلةٍ. وكانَ الثوريُّ يُسمِّيه أميرَ المؤمنينَ في الحديثِ، وما رأيتُ بالمدينةِ غيرَه، وغيرُه فقيهُ أهل المدينةِ، صاحبُ كتابٍ وحسابٍ.

وفدَ على هشامِ (٣) بحسابِ ديوانِ المدينةِ، ويقالُ: إنِّه كانَ يعاندُ ربيعةَ، بحيثُ كانَ السَّببَ في جَلدِه، ومعَ هذا فلمَّا وليَ بعدَ ذلكَ فلانٌ التيميٌّ، وطيَّنَ على أبي


(١) "الطبقات" ١/ ٢٦٢ (١٠٢٤).
(٢) هو عبدُ ربِّه بنُ سعيدٍ، نقله عنه الليث. "تهذيب الكمال" ١٤/ ٤٨٠.
(٣) هشام بن عبد الملك، الخليفة الأموي، تقدم.