للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لأبويه. أمُّهما أسماءُ ابنةُ مخَرمةَ، ووالدُ عمرَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي ربيعةَ الشَّاعرِ المشهورِ.

وَلِيَ عبدُ الله الجندَ لعمرَ، واستمرَّ إلى أنْ جاءَ لينصرَ عثمانَ، فسقطَ عن راحلتِه بقربِ مكِّةِ، فماتَ، ويقال: إنَّ عمرَ قالَ لأهلِ الشُّورى: لا تختلفوا، فإنَّكم إنِ اختلفتُم جاءَكم معاويةُ من الشَّامِ، وعبدُ الله بنُ أبي ربيعةَ مِن اليمنِ، فلا يريانِ لكم فضلًا لسابقتِكم، وإنَّ هذا الأمرَ لا يَصلحُ للطُّلقاءِ، ولا بالطُّلقاءِ، فهذا يقتضي أنْ يكونَ عبدُ الله من مُسلمةِ الفتحِ، وقد جاءَ ذلكَ صريحًا، فروى البخاريُّ (١) مِن طريقِ إسمَاعيلَ بنِ إبراهيمَ، عن أبيهِ، عن جدِّهِ عبدِ الله بنِ أبي ربيعةَ أنَّ رسولَ اللّه - صلى الله عليه وسلم - استسلفَه مالًا بضعةَ عشرَ ألفًا. يعني: لمِّا فتحَ مكَّةَ، فلَّما رجعَ يومَ حُنينٍ قال: ادعوا لي ابنَ أبي ربيعةَ، فقال له: "خذْ ما أسلفتَ، باركَ الله في مالكَ وولدِكَ، إنما جزاءُ السَّلفِ الحمدُ والوفاءُ".

[قالَ]: لا أدري سمعَ مِن أبيه أو لا؟ انتهى.

وأخرجَ هذا الحديثَ النَّسائيّ (٢)، والبغويُّ (٣)، وقالَ أبو حاتمٍ: إنَّه مرسلٌ. يعني: بينَ إبراهيمَ وأبيه. قالَ شيخُنا (٤): وفي الجزمِ بذلكَ نظرٌ.


(١) في "التاريخ الكبير" ٥/ ٩.
(٢) كتاب البيوع، باب: الاستقراض ٧/ ٣١٤ (٤٦٨٣)، وعنده: "أربعين ألفًا"، بدل: "بضعة عشر ألفا"، وحسَّنه العراقي في "تخريج أحاديث الأحياء".
(٣) في "معجم الصحابة" ٤/ ٤.
(٤) "الإصابة" ٢/ ٣٠٥.