للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بنِ محمَّدٍ الأنصاريِّ (١) قارئِ مصحفِ الذَّهبِ "الشَّاطبيةَ"، وهي مع "الرَّائية" على أبي اليُمنِ ابنِ عساكر (٢) في آخرين، وجاورَ بمكَّةَ جُلَّ عمرِه، وكانَ يطوفُ كلَّ يومٍ ستين أسبوعًا (٣) بستينَ حزبِ قرآنٍ إلى الظُّهرِ، ويزورُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كلَّ سنةٍ ماشيًا.

قالَ الذَّهبيُّ (٤): الإمامُ القدوةُ شيخُ الحرمِ، كانَ مِن العلماءِ العاملين، تفقَّه أوَّلًا لمالكٍ ثمَّ للشَّافعيِّ، وكانَ ذا أورادٍ واجتهادٍ، وأحوالٍ بحيثُ قالَ: هذه الأسطوانةُ تشهدُ لي أنِّي صلَّيتُ عندَها الصُّبحَ بوضوءِ العَتَمةِ بضعًا وعشرينَ سنةً.

وقالَ اليافعيُّ (٥): كانَ مِن ذوي الكراماتِ العديداتِ، والمناقبِ الحميداتِ، يقالُ: إنَّه سمعَ ردَّ السَّلامِ مِن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (٦)، وساقَ له عدَّةَ كراماتٍ.


(١) عبدُ الله بنُ محمَّدٍ الأنصاريُّ، المعروف بابنِ الأزرق، وبابنِ فارَ اللبن، وبقارئ مصحف الذهب، قارئ مشَهور، أخذ عن الإمام الشاطبيِّ، وأخذ عنه بدر الدين ابن جماعة، والفخر عثمان التوزري، توفي سنة ٦٦٤ هـ "معرفة القراء الكبار" ٢/ ٦٦١، و "غاية النهاية" ١/ ٤٥٣، و"حسن المحاضرة" ١/ ٥٠٢.
(٢) أبو اليُمنِ عبدُ الصَّمدِ بنُ عبدِ الوهَّابِ، المعروفُ بابنِ عساكرَ، فقيه شافعي، نزيل مكة، وشيخ الحجاز في وقته، له: "إتحاف الزائر"، مطبوع، مولده سنة ٦١٤ هـ، ووفاته سنة ٦٨٦ هـ بالمدينة. "ملء العيبة" قسم الحرمين، ص: ١٤٥، و"العقد الثمين" ٥/ ٤٣٢، و"شذرات الذهب" ٥/ ٣٩٥.
(٣) المراد سبع طوفات.
(٤) معرفة القراء الكبار" ٢/ ٧١٨ (٦٨٤).
(٥) "مرآة الجنان" ٤/ ٢٦٥.
(٦) لم يثبت ردُّ السلامِ مِن النبي - صلى الله عليه وسلم - على مَن سلَّمَ عليه بعد وفاته في حديثٍ صحيحٍ. =