كثيرَ العبادةِ، حسنَ الملتقَى للواردينَ، انتهى.
وأذَّنَ بالمدينةِ الشَّريفةِ مدَّةً، بل كانَ رئيسَ المؤذِّنينَ، ورأيتُ مَنْ كتبَ: أنّهُ كبَّرَ بالحرمِ المدنيِّ أكثرَ مِنْ خمسينَ سنةً.
وله "ذيلٌ على طبقات الشافعية" لابن كثيرٍ مفيدٌ، وكذا رأيتُ بخطِّهِ مجاميعَ مفيدةً، وحدَّثَ ببغدادَ، والشَّامِ، والقاهرةِ، وكذا حدَّثَ في أماكنَ مِنْ دربِ الحجازِ، وكذَا بمنزلِه بالمدينةِ دارِ ابنِ مسعودٍ، ومنزلِ مالكِ بنِ أوسٍ. وممَّا قِيل فيه:
علّاَمةُ الإسلام أوحدُ عَصرِه … حاوي الخِصالِ الزَّاهراتِ المُشرِقَةْ
مَن سارتِ الرُّكبانُ مُشْيِمَةً بصيـ … ـتِ جلالِه بينَ الأنام ومُعْرِقَة
وحدَّثَ، سَمِعَ منهُ الأئِمَّةُ، ومنهم: الزَّينُ أبو بكبر المَراغيُّ بقراءتِهِ وقراءَةِ غيرِهِ، وابنُ أخِيهِ الرَّضيُّ أبو حامدٍ محُمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وقرأَ عليهِ الجلالُ الخُجنديُّ "صحيح مسلم"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"أربعي النووي"، و"شرح الأسماء الحسنى" للبيهقي، و"شرح قصيد ابن الفارض"، و"البردة"، وألبسهُ جبَّةً أبياريةً، وأمرَهُ بوضعِ شرحٍ على "البُردة"، وبكتابةِ مَن لقِيَهُ، فامتثَلَ ذلكَ، بل أخذَ عنهُ ما لا يحمىَ كثرةً خصوصًا "الجزءَ" الذي خرجَّهُ له الذَّهبيُّ.
ومِمَّن قرأَ عليهِ مِنَ الحُفَّاظِ والأئِمةِ: الزَّينُ العراقيُّ، والشِّهابُ العريانيُّ (١)،
(١) أحمدُ بنُ عليٍّ، العريانيُّ، الشَّافعيُّ، توفي سنة ٨١٠ هـ. "شذرات الذهب" ٧/ ٨٨.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute