للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مرضِهَا الذي ماتتْ فيه، فقال لها: كيف أصْبحتِ؟ -جعلنِي اللهُ فداكِ-، فقالتْ: أصبحتُ ذاهبةً! قال: فلا، إذًا.

قالَ الزُّبيرُ: وأخبرني عبدُ الله بنُ كثيرِ بنِ جعفرٍ أنَّ عائشةَ رضي الله عنها ركبتْ بغلةً، وخرجتْ تُصلحُ بينَ غِلمانٍ لها ولابنِ عباسٍ، فأدركها ابنُ أبِي عتيقٍ، فقالَ: يَعتِق ما يَملكُ إن لم ترجِعِي، فقالتْ: ما حملكَ على هذا؟!

قال: ما انقضى عنَّا يومُ الجَملِ حتَّى تأتينَا بيومِ البغلَةِ.

وكان -كَمَا قال مُصعبٌ الزُّبيريُّ (١) - امرأً صالحًا، وفيه دُعَابةٌ.

مرَّ بهِ رجل معهُ كلبٌ، فقال له: ما اسمُكَ؟ قال: وثَّابٌ. قالَ: فما اسمُ كلبِكَ؟

قال: عمروٌ، فقال: واخلافاهُ!

ولَقِيَ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ -رضي الله عنه-، فقالَ لهُ: إنَّ إنسانًا هَجانِي، فقال فيَّ (٢):

أذهبتَ مالَكَ غيرَ مُتَّرِكٍ … في كلِّ مُومِسةٍ وفي الخَمْرِ

ذهبَ الإلهُ بما تعيشُ به … فبقيتَ وحدَكَ غيرَ ذي وَفْرِ

فقال له: أرى أن تصْفحَ، فقالَ: والله لأفعلنَّ بهِ، لا يَكْنِي، فقالَ ابنُ عمرَ: سبحانَ اللهِ لا تترُكُ الهزلَ، وافترقا، ثُمَّ لَقِيَهُ، فقالَ: قد أولجتُ فِيهِ، فأعظَمَ ذلكَ ابنُ عمرَ، وتألَّمَ، فقال: امرأتِي -والله- قالتِ البَيتَينِ.

قالَ مُصعبٌ: وامرأتُهُ هي أمُّ إسَحاقَ ابنةُ طلحةَ بنِ عبيدِ اللهِ، وكانتْ قد غارَتْ


(١) "نسب قريش"، ص: ٢٧٨.
(٢) البيتان في "تهذيب الكمال" ١٦/ ٦٧.