للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانَ هذا يتَّبعُ السَّبَئِيَّهَ (١) ويجمعُ أحاديثَها، وكذا روى عنهُ: عمروُ (٢) بنُ دينارٍ، وسالمُ بنُ أبي الجعدِ، وإبراهيمُ الإمامُ، ومحمَّدُ بنُ علي بنِ عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ، وغيرُهم، وهو نَزرُ الحديثِ، وكانَ فيما قالهُ مصعبٌ الزُّبيريُّ (٣) وغيرهُ: صاحبَ الشِّيعةِ، بحيثُ كانوا يَلقَونَهُ وينتحلونهُ، فلمَّا احتُضِرَ أوصَى إلى محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ الله بنِ عباسٍ والدِ السَّفَّاحِ، وقال له: أنت صاحبُ هذا الأمرِ، وهو في ولدِكَ، ودفعَ إلَيهِ كتبَهُ، وصرفَ الشِّيعةَ إليه. انتهى.

قالَ الزُّبيرُ: كانَ صاحبَ الشِّيعةِ، فأوصىَ إلى محمَّدِ بنِ عليِّ ابنِ عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ، وصرفَ الشِّيعةَ إليهِ، ودفعَ إليهِ كُتبَه، وماتَ عندهُ.

وقالَ ابنُ سعدٍ (٤): كان صاحبَ علمٍ وروايةٍ، وكانَ ثقة قليلَ الحديثِ، وكانتِ الشِّيعةُ يَلقونهُ وينتحلونهُ، وكان بالشَّامِ مع بَني هاشمٍ، فحضرتْهُ الوفاةُ فأوصَى إلى محمَّدِ بنِ عليٍّ، وقالَ: أنتَ صاحبُ هذا الأمرِ، وهو في ولدِكَ.

وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ (٥): كانَ عالمًا بكثيرٍ منَ المذاهبِ والمقالاتِ، عَالمًا بالحدثانِ (٦)


(١) السَّبئية: هم أصحابُ عبدِ الله بنِ سبأ الرَّافضيِّ، يزعمون أنَّ عليًا -صلى الله عليه وسلم- لم يمت، وأنَّه يرجعُ إلى الدُّنيا قبلَ يومَ القيامةِ، فيملأَ الأرضَ عدلًا كما مُلئتْ جورًا، وهم يقولون بالرَّجعة، وأنَّ الأموات يرجعون إلى الدُّنيا. انظر "مقالات الإسلاميين" ص: ٨٦.
(٢) في الأصل: عمر، والتصويب من مصادر الترجمة.
(٣) "نسب قريش" ص:٧٥.
(٤) "الطبقات الكبرى" ٥/ ٣٢٧.
(٥) "التمهيد" ١٠/ ٩٠.
(٦) هو أشبهُ بالتَّنبؤ من كلامِ كاهنٍ أو منجِّمٍ، أو وليَّ مِن ملكِ يرتقبُ، أو دولةِ يحدِّثُ النَّاسُ =