للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اثنتي عشرةَ سنةً إلا مِن بيتهِ، وكنتُ قد اتخذتُ في الشتاء سراويلَ محشوًا، وكنَّا (١) نجلسُ معهُ في الصَّحنِ في الشتاء. وحكى عنهُ فوائدَ.

وقال: كنتُ أحبُّ أن أقتديَ به؛ فإنَّه كانَ قليلَ الكلام، قليلَ الفُتْيَا، شديدَ التَّحَفُّظ، كثيرًا ما يُفتي الرَّجلَ ثمَّ يبعثُ مَن يردُّه ثُمَّ يخبرهُ بغيرِ ما أفتاه، [وكان] (٢) مع بصرهِ بالكلام من أعلمِ النَّاسِ بذلكَ، بحيثُ يردُّ على أهل الأهواءِ.

وسأله ابن عَجْلان عن شيء، فأجابهُ، فلم يُعجبْه، فلم يزلْ ابنُ هُرْمُز يخبرهُ حتَّى فهمه، فقام إليه ابن عَجْلان فقبَّل رأسه (٣). وبلغني أنَّ ابنَ شهابٍ قال له: نَشدتُكَ بالله، أمَا علمتَ أنَّ النَّاس كانوا يُصلُّون فيما مضى بدونِ استنجاءٍ بالماء؟ فصمتَ، ولم يحبَّ (٤) -كما قال مالكٌ- أنْ يقول: نعم؛ فإنه أمرٌ قد تُرك.

ومع هذا كلَّه فقالَ أبو حاتمٍ (٥): هو أحدُ الفقهاء، وليس بقويٍّ، يكتبُ حديثه. وقالَ ابنُ حِبَّانَ في الثانية من "ثقاته" (٦): إنه يروي عن: المَدَنيِّين، ماتَ سنة ثمانٍ وأربعين ومئة. وترجمتُه أبسطُ من هذا.


(١) المخطوطة: وكان، وهو خطأ.
(٢) ما بين المعكوفين ليس الأصل، والسياق يقتضيه.
(٣) وقد أشار البخاري إلى هذه المسألة. "التاريخ الكبير" ٥/ ٢٢٤.
(٤) الأصل: يجب، والتصويب من مصادر الترجمة.
(٥) "الجرح والتعديل" ٥/ ١٩٩.
(٦) "الثقات" ٧/ ١٢.