للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومئةٍ ضُمَّت إليهِ مكةُّ مع المدينةِ، وأنَّهُ عَزلهُ عَنها يزيدُ بنُ عبدِ الملكِ في نصفِ ربيعٍ الأوَّلِ مِنَ التي بَعدها بعبدِ الواحدِ بن زيادٍ النَّصريِّ؛ لأنَّهُ خطبَ فاطمةَ ابنةَ الحسينِ (١)، فامتَنعت، فألحَّ وتوعَّدها، فشكتهُ إلى يزيدَ، فبعثَ إلى عبدِ الواحدِ فولَّاه المدينةَ، وأمرَهُ أنْ يضرِبَ عبدَ الرَّحمنِ حتَّى يسمعَ صوتَه وهو متَكئٌ على فراشِهِ بدِمشقَ، ويأخذَ منهُ أربعينَ ألفًا، فلمَّا بلغهُ ركبَ إلى دمشقَ، واستجارَ بمَسْلَمة بنِ عبدِ الملكِ، فشفَعَ فيهِ عندَ أخِيهِ، فلم يَقبل، ورُدَّ إلى المدينةِ. فتسلَّمهُ عبدُ الواحدِ، فضربَهُ، وأخذَ مالَه حتَّى تركهُ في جبَّةِ صوفٍ يسألُ النَّاس بالمدينةِ (٢).

وكانَ قد باشرَ نيابةَ المدينةِ ثلاثَ سِنينَ وأشهرًا، وأشارَ عليهِ الزُّهريُّ بسؤالِ العلماءِ فيما يُشكلُ عليه، فلم يقبلْ ولم يفعلْ، فأبغضَهُ النَّاس، وذمَّهُ الشُّعراء، وكان هذا آخرَ أمره.

قال عمامةُ بنُ عمرو فيما حكاهُ الزُّبير بن بكَّارٍ (٣) عنه: كانَ عبدُ الرَّحمن بنُ الضَّحَّاكِ برًّا بقريشٍ، وكانَ يقولُ: ابغونِي رجلًا من قريشٍ عليهِ دينٌ أو له عيالٌ، فإذا دُلَّ عليهِ استعملَه على بعضِ أعمالِهِ، ثُمَّ قال له: مَن عَال بعدَها فلا أُجبرَ (٤).


(١) فاطمةُ ابنةُ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، توفيت سنة ١١٠ هـ. "الطبقات الكبرى" ٨/ ٤٧٣.
(٢) "طبقات ابن سعد" ٨/ ٤٧٤، و "تاريخ الطبري" ٧/ ١٢.
(٣) "جمهرة نسب قريش" للزبير بن بكار ١/ ٢٨٦.
(٤) لعلها: فلا انجبر.