للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَدمتِهِ (١) إلى الجابيةِ (٢) وعلى ميسرتِه في نوبةِ سريح (٣)، وهو مِمَّن أَثْرَى وكثُرَ مالُه، حتى قدِمتْ له مرَّةً سبعُ مئةِ راحلةِ (٤) تحمِلُ البَزَّ والدّقيق، فلما قدمت سُمِعَ لأهلِ المدينةِ (٥) رجَّةٌ، ثم تصدَّقَ بأحمالها وأحلاسِها في سبيلِ اللهِ، لمَّا بلغهُ قولُ عائشةَ مِمَّا رفعتهُ أنه "لا يدخلُ الجنَّةَ إلا حَبْوًا" (٦).

بل باع مرَّة أرضًا بأربعين ألفَ دِينارٍ، فتصدَّق بها، وحمل على خمسِ مئةِ فرسٍ في سبيل الله، ثم خمسِ مئةِ راحلةٍ، وأوصَى لمن شَهِدَ بدرًا فوُجدُوا مئةَ، لكلِّ رجلٍ أربعُ مئةِ دينَارٍ، وبِألفِ فرسِ (٧) في سبيلِ اللهِ، ولأُمَّهاتِ المؤمنينَ، وغيرِ ذلك، واقتسَمَ نِساؤُهُ ثُمُنُهُنَّ، فكان ثلاثَ مئةٍ وعشرِين ألفًا.

قالَ حفيدهُ عمرُ بنُ أبي سلمةَ: صُولحت امرأتُه -يعني جدَّتَه (٨) - مِن نصيبها رُبعِ الثُّمن على ثمانين ألفًا. وقالَ ابنهُ إبراهيمُ: مرِضَ أبي فأُغميَ عليهِ، فصرخت أمُّ كلثومٍ، فلمّا أفاق قال: أتانِي رجلانِ، فقالا: انطلِق نحاكمكَ إلى العزِيزِ الأمينِ،


(١) تحرَّفت في الأصل إلى: قدميّه، والصحيح المثبت.
(٢) موقع في دمشق. "معجم البلدان" ٢/ ٩١.
(٣) كذا في الأصل، وهي غير واضحة.
(٤) "المنتخب" لعبد بن حميد (١٣٨٣)، و "تاريخ دمشق" ٣٥/ ٢٥٤.
(٥) في المخطوطة: البيت، وهو خطأ.
(٦) أخرجه أحمد في "المسند" ٦/ ١١٥، وقالَ الذهبي في "السير" ١/ ٧٦: هو حديث منكر.
(٧) في الأصل: فرق، والتصويب من "أسد الغابة".
(٨) تحرَّفت في الأصل إلى: جدِّه.