للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

محمَّدِ بنِ منصورِ بنِ أحمدَ، العلَّامةُ القاضي النَّجمُ، أبو محمَّدِ ابنُ الشَّمسِ أبي الطاهرِ الجُهنيُّ، الحمويُّ، الشافعيُّ (١).

قاضِيها، ووالدُ قاضِيها الشَّرفِ هبةِ الله، وابنُ قاضيها ممَّن سمعَ الحديثَ، واشتغلَ في فنونِ العلمِ، ونابَ في قضاءِ الجماعة عن والد مدَّةً، ثم استقلَّ بهِ، ولم يأخذْ عليهِ رِزقًا، وعُزلَ عن القضاءِ قبلَ موتهِ بأعوامٍ.

قالَ الذَّهبيُّ (٢): كان إِمامًا فَاضلًا، فَقيهًا أُصوليًا، أدِيبًا شاعرًا، له خِبرةٌ بالعقلياتِ، مشكورًا في أحكامهِ، وافرَ الدِّيانةِ، يحبُّ الفقراءَ والصَّالحينَ، درَّسَ وأفتى وصنَفَ، واشتغلَ مدَّةً، وتخرجَ [به] بعضُ أصحابهِ في المذهبِ، وله شعرٌ رائق.

توجّهَ إلى الحجازِ، فأدركهُ الأجلُ في عاشرِ ذي القِعدةِ سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ وستِّ مئة بتبوكَ، فحُملَ إلى المدينةِ (٣)، وذلكَ بعدَ أن رأى في منامِهِ -وهو شابٌ- النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، وعن يمينِهِ العبَّاسُ، فأجلسهُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بينهُ وبينهُ، وقال: اجلس هذا مكانُك.

وأنشدَ له ابنُهُ قصيدةً قافيةً (٤) امتدحَ بها النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ختم بها "توثيقَ عرى الإيمانِ".


(١) المعروف بابن البارزي. "الإعلام بوفيات الأعلام" ٢/ ٤٦٤ (٣١٧٠)، و "مرآة الجنان" ٤/ ١٩٨، و "طبقات الشافعية الكبرى ٨/ ١٨٩.
(٢) "العبر" ٣/ ٣٥٢.
(٣) في المخطوطة زيادة: في آخر توثيقِ عرى الإيمانِ، ولعلها مقحمة.
(٤) ذكر بعض أبياتها ابن شاكر الكتبي في "فوات الوفيات".