للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان عَارفًا بهذَا الشَّأن، وغيرِه من أنواعِ العلومِ، وله نظمٌ مع عبادةٍ وديانةٍ.

حجَّ أربعين حَجَّةً متواليةً، أظن أنَّ أكثرَها أو كلّها مِن المدينة؛ لأنَّه كان استوطنَها، وصارَ له بها ذريةٌ، منهم: رُقية (١) ابنةُ يحيى بنِ عبدِ السَّلامِ (٢) المذكور، ذكرهُ ابنُ رافعٍ في ذيلِهِ على "تاريخ بغداد"، وقال: إنَّهُ ماتَ في ثالث عشري صفَرَ سنةَ تسعٍ وتسعينَ وستِّ مئةٍ بالمدينةِ، ودُفنَ بالبقيعِ.

ومن فوائِدهِ: أن ثَوْرًا المذكورَ في حدِّ الحرمِ المدني، جبلٌ صغيرٌ حِذاءَ أُحدٍ. ونقله عن طوائفَ من العربِ العارفين بتلك الأماكنِ. نقل ذلك عنه الجمال المطريُّ في "تاريخ المدينة" (٣)، وحينئذ فلا وجه لإنكارهِ. وذكرهُ الفاسيُّ (٤) في " مكة ".

قلتُ: وهو والدُ رابعةَ، وجدُّ رُقيَّةَ، وفاطمةَ لأبِيهما، وسُتيتَ ابنةِ يحيى لأمِّهَا، ووُصفَ بالعلّاَمةِ، وكذا وصفهُ بها الجمالُ، وقال: إنَّهُ نزيلُ حرمِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وكان صديقًا للرشِيدِ محمَّدِ بنِ أبي القاسمِ عبدِ الله بنِ عُمرَ البغداديِّ الآتي.

وقد روَى عن ياقوتَ العزي أشياءَ، وعن جماعَة، وسمِعَ منه النَّصيرُ أبو المظفَّرِ يوسفُ بنُ إسماعيلَ بنِ إِلياسَ الخويي (٥)، وكذا أخذَ عنهُ الأمينُ الآقْشَهْري،


(١) في "العقد الثمين": أدركت منهم حفيدته رُقيَّة بنتُ يحيى بنِ عبدِ السَّلام المذكور، وقرأت عليها.
(٢) ترجمة يحيى في القسم المفقود من الكتاب.
(٣) التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة"، ص: ١٨٢.
(٤) "العقد الثمين" ٥/ ٤٣٠.
(٥) يوسفُ بنُ إسماعيلَ، نصيرُ الدَّين الخُوييُّ، الشافعيُّ، البغداديُّ، المعروف بابن الكُتبيِّ، طبيبٌ،=