للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كانَ أصلُهُم مِن مِصرَ، فانتقلَ جدُّهمُ الأعلى مُحمَّدُ بنُ مُرتضَى منهَا إلى المدِينَةِ، على رئَاسةِ الأذانِ بها، ثُمَّ خلَفهُ ابنُهُ أبو إِسحاقَ إبراهيمُ، ثُمَّ ابنُهُ الشَّمسُ أبو عبدِ الله مُحمَّدٌ، ثُمَّ ابنُهُ الجمالُ أبو مُحَمَّدٍ عبدُ اللهِ، [ثُمَّ] الشِّهابُ أبو العبَّاسِ أحمدُ، وهكذا إلىَ أنْ صَارتْ لهذا.

وكانَ مَولِدُهُ سنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وثمانِ مئةٍ، وسمِعَ الحديثَ على أبي الفَرجِ ابنِ المَراغيِّ، وولدِهِ، وباشَرَ الأذانَ مِن سنةِ إحدَى وستِّينَ، بعدَ أن كانَ ينوبُ عنْ رفاقِ أبيهِ في الرِّئاسَةِ، كالمُحِبِّ المطريِّ، فلمَّا عجزَ، صارَ ينُوبُ عنهُ سعدٌ النِّفْطيُّ، ثُمَّ الشَّمسُ الخياطُ.

واشتغَلَ على الفخرِ عثمانَ الطَّرابُلسيِّ، قرأ عليهِ "المختار" و "الاختيار" (١)، وسمِعَ غيرَهما. وقرأَ أوَّلَهُما على الشَّمسِ محمَّدِ بنِ عليٍّ الزَّرَنْديِّ، وثانِيهما على الشِّهابِ الخُجَنْديِّ، بل حَضرَ دروسَ الشَّمسِ أبي الشِّهابِ (٢)، والشِّهابِ الزَّرَنْديِّ، والكمالِ ابنِ الهُمامِ حينَ قدومِهِ عليهِم، وكذا إسماعيلَ الأوغانيِّ، وسلطانَ العجميِّ (٣)، في آخرِين. ودخلَ القاهِرَةَ، فحضَرَ دروسَ الأمينِ الأقصرائيِّ، ونِظامٍ في الفِقهِ والعربيَّةِ، بل قرأَ على ثانِيهِما في "المختار"، و "المنار"،


(١) "الاختيار لتعليل المختار" في الفقه الحنفي، لعبدِ اللهِ بنِ محمَّدٍ الموصليِّ، المتوفى سنة ٦٨٣ هـ، مطبوع.
(٢) محمَّدُ بنُ إبراهيمِ، الشَّمسُ الخُجَنْديُّ. ستأتي ترجمته.
(٣) هو الخواجا محمد، له ذكرٌ في "فتاوى ابن حجر" الهيتمي.