للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رضوانُ، وابنُ الدَّيريِّ.

ودخلَ القاهرةَ صحبةَ الحاجِّ، في أوائلِ سنةِ ثمانٍ وخمسينَ، فوليَ بها إمامةَ مقامِ الحنبليِّ بالمسجدِ الحرامِ، عِوضًا عن والدِهِ، وباشَرهَا في يومِ السَّبتِ خامسِ جمادَى الأولى [منها، ثُمَّ دخلهَا أيضًا في سنةِ اثنتينِ وسِتِّين، وأقامَ بِها إلى أنْ وَلِيَ قضاءَ الحنابلةِ بمكَّةَ في منتصَفِ] (١) شوالٍ مِن التِي تَلِيهَا بعنايةِ الأمينِيِّ الأقصرائيِّ، وكان يحضُرُ درُوسَهُ، بحيثُ أخذَ عنهُ في الأصلينِ والعربيةِ وغيرها.

ولازمَ صحبةَ أبي الفضلِ النُّوَيْرِيِّ الخطيبِ، وغيرِه من الأعيانِ، ودخلَ مَكَّةَ صُحبةَ أميرِ الحاجِّ المصريِّ، وهو لابسٌ الخِلعةَ، في صبحِ يومِ الخميسِ تاسعِ عشري ذي القِعدةِ مِنها، وقُرِئَ توقِيعُهُ.

أُضيفَ إليهِ في سنةِ خمسٍ وسِتِّينَ قضاءُ المدينةِ النَّبويَّةِ، ومشَى حالُهُ، وزالَ ما كان نابه بعدَ مصاهرةِ البرهانيِّ ابنِ ظهيرةَ، وتزويجهِ بأختِهِ، بحيثُ قال النُّورُ الفاكهيُّ له من أبياتٍ:

فلا تخشَ القِلى منهم بوجهٍ … فقد وَافتْكَ سيِّدةُ الجميعِ

كلُّ ذلكَ بعدَ أن أخذَ في الفقهِ عن: شيخِ الماضي، وقاضيهِ العزِّ الكنانيِّ، والعربيةَ عن التَّقِيِّ الشُّمُنِّي، والعلاءِ الحِصنيِّ، وغيرِهما. وعنِ العلاءِ أخذَ أصولَ الدِّينِ، وقرأَ عليهِ في "شرحِ العقائدِ" للتفتازانيِّ، وفي غيرِهِ، والأصولَ والمعانِي وغيرَهما


= هـ. "الضوء اللامع" ٣/ ١٥٥.
(١) سقط في الأصل، والمثبت من "الضوء اللامع" ٤/ ٢٧٣.