للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والنُّورِ عليِّ بنِ قبيلةَ البكريِّ (١)، ومَمَّا أخذهُ عنهُ: "المختصرُ الأصلي" لابنِ الحاجبِ، وكان البكريُّ خَبِيرًا بهِ، وأذِنُوا لهُ في الإفتاءِ والتَّدرِيسِ وكان إذنُ (٢) ثانِيهِم له بذلك في سنةِ سبعٍ.

وفيها حجَّ، ثُمَّ عادَ إلى القاهرةِ مُستمرًا على طَرِيقتِهِ في ملازمةِ الاشتغالِ، فتزايدَ فضلُهُ، وحجَّ سنةَ ثمانٍ، وأقامَ بمكَّةَ يُدَرِّسُ ويُفتِي، ثُمَّ حجَّ في سنةِ تِسعٍ، وعادَ إلى القاهرةِ، ومنهَا توجَّهَ في أثناءِ سنةِ عشرٍ إلى تونسَ، وأخذَ عنهُ بها روايةً قاضي الجماعةِ بها عيسىَ الغُبرِينِيّ (٣)، ونالَهُ بِرٌّ قليلٌ من صاحبِها، وعادَ إلى مصرَ في سنةِ إحدَى عشرةَ، وفيها حجَّ، وأقامَ بمَكَّةَ حتَّى حجَّ في سنةِ اثنتي عشرةَ، وتوجَّهَ في بقِيَّتِهَا، أو في أوائِلِ التي بَعدَها إلى القاهرةِ، وأقامَ بِهَا.

وأذِنَ له العزُّ ابنُ جماعةَ في الإفتاءِ والتَّدرِيسِ في فنونٍ من العلمِ، في سنةِ أربعَ عشرةَ، وكان يقرأُ عليهِ في مدَّةِ سنتينِ قبلهَا، ثُمَّ توجَّهَ فيهَا إلى مَكَّةَ مع الحاجِّ، وقد وليَ نصفَ الإِمامةِ بمقامِ إبراهيمَ عِوضًا عن أبي الخيرِ [بن] أبِي اليُمنِ الطبريِّ بعدَ وفاتِهِ، فصدَّهُ عنِ المباشرةِ صاحبُ مَكَّةَ السَّيدُ حسنُ بنُ عجلانَ الحسنيُّ لاعتقادِهِ في الشَّيخِ أبِي اليمنِ.


= ٧٦٣ هـ، ووفاته سنة ٨٣٢ هـ. "الضوء اللامع" ٤/ ١٠٦.
(١) لم أعثر عليه.
(٢) في الأصل: أد، والمثبت من "العقد الثمين".
(٣) عيسى بنُ أحمدَ بنِ مُحمَّدٍ الغُبرِينيُّ، أبو مهديٍّ، قاضي تونس، وعالمُها، وخطيبُها، توفي سنة ٨١٦ هـ. "نيل الابتهاج" ١٩٣.