كونِ أبِيهِ مالكيًا، مِعَ العفيفِ النَّشَاوريِّ، والجمالِ الأُميوطيِّ والشِّهابِ ابنِ ظهيرةَ، وأبي العبَّاسِ ابنِ عبدِ المُعطِي، وغيرهِم.
وأجازَ لهُ أبو هُريرةَ ابنُ الذَّهبيِّ، وأبو الخيرِ ابنُ العلائيِّ، والتنوخيُّ، وابن أبي المجدِ، وأحمدُ بن آقبرص، والبلقينيُّ، وابنُ الملقِّنِ، والعراقيُّ، والهيثميُّ، والسُّوَيْدَاوِيُّ، والحلاويُّ، وعبدُ اللهِ بنُ خليلٍ الحرستانيُّ، ومريمُ الأذرعيةُ، وآخرون. وخرَّجَ له التقيُّ ابنُ فهدٍ "مشيخةً"، وحدَّثَ، سمعَ منهُ الفضلاءَ، أجازَ لي.
وولِيَ الإمامةَ بِمقامِ الحنابلةِ بِمَكَّةَ بعدَ موتِ ابنِ عمِّهِ عليِّ بنِ عبدِ اللَّطيفِ (١) في سنةِ ستٍّ وثمانِ مئةٍ، ثُمَّ قضاءَ مَكَّةَ في سنةِ تسعٍ، ثُمَّ جُمعَ له بين قضاءِ الحرمينِ مكَّةَ والمدينةِ في سنةِ سبعٍ وأربعينَ، فكانَ أوَّلَ حنبليٍّ انفردَ بقضاءِ كلٍّ منهما، واستمرَّ حتَّى ماتَ، لم يُعزلْ عن وظيفةِ القضاءِ بِمَكَةَ غيرَ مرَّةٍ سنةً واحدةً، لم يلِ فيها أحدٌ عِوضهُ، ثمَّ أُعيدَ.
ودَخلَ بلادَ اليمنِ والعجمِ غيرَ مرَّةٍ، ورُزقَ الحظَّ الوافرَ عندَ ملوكِها وقُضاتِها وأعيانِها، بحيثُ كانَ يَرجعُ منهم بالعطاءِ الوافرِ، فيسمحُ بإنفاقِه في جهاتِ الخيرِ، والإطعامِ للوافدين ونحوِهم، وأَمرُه في ذلكَ يفوقُ الوصفَ، بحيث قيلَ: إنَّه
(١) عليُّ بنُ عبدِ اللطيفِ بنِ أحمدَ الحسنيُّ، الفاسيُّ المكيُّ، إمامُ مقامِ الحنابلةِ بالمسجدِ الحرامِ، توفي سنة ٨٠٦ هـ. "العقد الثمين" ٦/ ١٨٧.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute