للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ووِلَي إمامةَ المالكيةِ بمكَّةَ في أواخِرِ سنةِ اثنتينِ وأربعينَ، وباشَرهَا من ظُهرِ ثالثِ ذِي الحجَّةِ إلى ظُهرِ اليومِ الرَّابعِ الذِي يَلِيهِ، ثُمَّ منعهُ أميرُ الحاجِّ المصريُّ، فلمَّا انفصَلَ الرَّكبُ، مكَّنَهُ ناظرُ الحرمينِ سُودونَ المُحمَّديُّ مِن المباشرةِ، فباشَرهَا من مغربِ ليلةِ الثَّامِن عشرَ منهُ إلى صُبحِ يومِ الأحدِ تاسعِ جُمادى الأولى منَ التِي تَلِيهَا، ثُمَّ عُزِلَ بمُحمَّدِ بنِ أبِي عبدِ اللهِ النُّويريِّ، وابنِ عمِّهِ أبي الفَضلِ ابنِ عبدِ الرَّحمنِ.

ودخلَ البلادَ المِصريَّةَ والشَّامِيَّةَ واليمنيَّةَ غيرَ مرَّةٍ للاسترزاقِ، وركِبَهُ دَينٌ كثيرٌ، فتوجَّهَ إلى القاهِرَةِ في موسمِ سنةِ خمسٍ وخمسينَ، فلمْ يحصُل على طائلٍ، فتوجَّهَ منها إلى القدسِ والشَّامِ، ثُمَّ رَجَعَ إليهَا، وسَافرَ مِنهَا إلى بِلادِ المغربِ في أوائِلِ سنةِ سبعٍ وخمسين، فدَخَلَ تونسَ، وفالسَ، ثمِّ عادَ لمصرَ في موسمِ التي بعدَهَا بغيرِ طائلٍ، ثُمَّ عادَ إلى مكَّةَ صُحبةَ الحاجِّ وأقام بِهَا، وتردَّدَ مِنهَا مِرارًا إلى المدينةِ النَّبويَّةِ للزِّيارَةِ. وكانَ يُكثِر مِن ذلك، بحيثُ يتكرَّرُ لهُ في السَّنةِ الوَاحِدَةِ، وزيارتُهُ في دربِ الماشِي ماشيًا إلى أنْ كانَ في سنةِ ثلاثٍ وسِتِّينَ، فتوجَّهَ إِليهَا مع الحاجِّ، ثُمَّ رَجَعَ في البحرِ لمِكَّةَ، فأقَامَ بها دونَ شهرٍ، ثُمَّ عادَ إليهَا، فاستمرَّ بها أشهرًا.

وقدِّرت وفاتُهُ في ليلةِ السَّبتِ تاسعِ جمادَى الآخرةِ سنةَ أربعٍ (١)، وصُلِّيَ عليهِ بالرَّوضةِ (٢)، ودُفنَ بالبقِيعِ.


(١) أي: أربع وستين وثمان مئة.
(٢) في الأصل بعدها عبارة زائدة، وقعت سهوًا، وهي: ودفن بالروضة.