للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وُلدَ في المحرَّمِ سنةَ تسعَ عشرةَ وأربعِ مئةٍ، وسمعَ مِن والدِه، وبهِ تفقَّهَ، وقرأ الأصولَ علي أبي القاسم الإسكافِ الإسفرائيني (١)، وجلسَ للتَّدريسِ بموضعِ أبيهِ بعدَ وفاتِه، وخرجَ إلى الحجازِ، فجاورَ بمكَّةَ أربعَ سنين، وبالمدينةِ، يدرِّسُ ويُفتي، ويجمعُ طُرقَ المذهبِ، ولذا قيلَ له: إمامُ الحرمينِ، ثمَّ عادَ إلى نيسابورَ، وتولَّى الخطابةَ، وفُوِّضَ إليه أمرُ الأوقافِ، فبقيَ قريبًا مِن ثلاثين سنةً بغيرِ مُزاحمٍ ولا مُدافِعٍ، وصنَّفَ في كلِّ فَنٍّ.

ماتَ في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ ثمانٍ وسبعينَ وأربعِ مئةٍ، وغُلِّقتِ الأسواقُ يومَ موتِه، وكسرَ تلامذتُه محابرَهم وأقلامَهم، وأقاموا كذلك عامًا كاملًا، وهم يومئذٍ أكثرُ مِن أربعِ مئةِ تلميذٍ (٢).

وكانَ أعلمَ المتأخِّرينَ مِن أصحابِ الشَّافعيِّ على الإطلاقِ، ورُزقَ معَ تفنُّنِه في


= ٥/ ١٦٥.
الجُوَيْني: بضمِّ الجيم، وفتحِ الواوِ، وسكونِ الياء، وفي آخرها النُّونُ، هذه النسبةُ إلى جُوين، وهي ناحيةٌ كبيرةٌ مِن نواحي نيسابور. "الأنساب" ٢/ ١٢٨.
(١) في الأصل: على أبي إسحاقَ الإسكافِ تلميذِ الإسفراييني، وهو خطأ.
وهو أبو القاسم، عبدُ الجبَّارِ بنُ عليٍّ الإسفراييني، عُرف بالإسكاف، المتكلم الأصولي، كان ورعًا قانتًا، توفي سنة ٤٥٢ هـ. "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ١١٧، و "طبقات الشافعية الكبرى" ٥/ ٩٩.
(٢) قال الذَّهبيُّ في "السير" ١٨/ ٤٧٦: هذا كانَ مِن زِيّ الأعاجم، لا مِن فِعلِ العلماء المتَّبِعين.