للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: وكانَ فيهِ مِنَ الشِّدةِ في الدِّينِ وقوَّةِ النَّفسِ مع العلمِ والعملِ ما لا مَزِيدَ عليهِ. وماتَ قبلَ والدِي بسنِينَ، أظنُّهَا أَربعًا أو خمَسًا، انتهى. وكانتْ وفاةُ والدِهِ [سنة ٧٤٦ هـ] (١).

وذكرهُ المجدُ (٢)، فقالَ: الشَّيخُ الزَّاهدُ العابدُ، المجرَّدُ المجاهِدُ، كانَ مِنْ أجَلِّ أصحابِ الشَّيخِ عبدِ اللهِ البَسْكَرِي وأتباعِهِ، متَّبِعًا لهُ حَذوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ (٣)، ومُنقطعًا إلى اللهِ كانقطاعِهِ، مُجاورًا في رِباطِهِ، مُرتَبِطًا بالتَّجرُّدِ كارتِبَاطِهِ، عالمًا بالقرآنِ والحديثِ، سَالكًا إلى منهاجِ العارفِينَ العرفانَ بالسَّيرِ الحثِيثِ، ويُضْرَبُ بهِ المثلُ فِي الشِّدَّةِ في الدِّينِ، وقوَّةِ اليَقِينِ، وكان الإِحسانُ إلى العمومِ مِن إسَانه (٤)، وإذا رَأى منكرًا غيَّرهُ بيدِهِ ولِسانِهِ.

وقالَ تِلوَ حكايةِ القارئِ الختمةَ قبلَ صلاةِ الجُمعةِ: وهيَ الختمةُ التِي يُقرأُ فِيهَا اليومَ قبلَ صلاةِ الجُمعةِ في الرَّوضةِ المقدَّسةِ من غيرِ صعودِ كُرسيٍّ ولا رفعِ صوتٍ جَهْوَرِيٍّ، بل يجلسُ القارئُ على الأرضِ، ويَرَى خفضَ الصَّوتِ في قراءَتِهِ كاللَّازِمِ على الفرضِ. ماتَ الشَّيخُ رحمهُ الله سنةَ سبعَ عشرةَ وسبعِ مئةٍ تقريبًا.

ووصفهُ ابنُ صالحٍ بالشَّيخِ الصَّالحِ، العالمِ المقرئِ، وأنَّهُ لم يقدَّر له ولا بصاحبِهِ


(١) "نصيحة المشاور" ص: ٢٧٠.
(٢) "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٣٩.
(٣) القُذّ: ريشُ السهم. "القاموس": قذذ.
(٤) الإسان: الخُلق. "القاموس": أسن.