للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وثَّقهُ أبو زُرعةَ، وأبو حاتمٍ (١)، والعِجليُّ، وقالَ: شاميٌّ تابعيٌّ من خِيارِ التابعين، وقالَ عبدُ العزيزِ بنُ عمرِ بنِ عبدِ العزيزِ: ما كانَ أبِي يَعْدِلُ بهِ أَحدًا، وفي لفظٍ عن عُمرَ: ما أعلمُ أحدًا أكثرَ صلاةً مِنهُ، وقالَ أبو الغُصْنِ: رأيتُهُ يَصومُ الدَّهرَ.

وعن المنذرِ بنِ عبدِ اللهِ: إنَّهُ كانَ مِن أشدِّ أصحابِ عُمرَ بنِ عبدِ العزيزِ على بنِي مَروانَ في انتزَاعِ ما حَازُوا مَنَ الفَيءِ والمظالِم مِن أيدِيهِم، فلمَّا وَلِيَ يزيدُ بنُ عبدِ الملكِ وَلَّى عبدَ الوَاحِدِ النَّصريَّ على المدينةِ، فَقَرَّبَ عِراكًا، وقالَ: صاحبُ الرَّجلِ الصَّالحِ، وكانَ يجلسُ معهُ على سرِيرِهِ، فبَينَما هو يومًا معهُ إذْ أتاهُ كتابُ يزيدَ أنِ ابعثْ مع عراكٍ حَرَسِيًّا حتَّى يُنزِلَهُ دَهْلَك (٢)، وخذْ مِن عِراكٍ حمولتَهُ، فقال عبدُ الواحدِ لحرسيٍّ: خذْ بيدِ عراكٍ، فابتعْ مِن مالهِ راحلةً، ثمَّ توجَّهْ إلى دهلكَ حتَّى تُقرَّهُ بها، ففَعلَ الحَرَسِيُّ ذلك، وما تركهُ يصلُ إلى أمِّهِ.

قالَ: وكانَ أبو بكرِ بنُ حزمٍ قد نفى الأحوصَ الشَّاعرَ إلى دهلكَ، فلمَّا وَلِيَ يزيدُ بنُ عبدِ الملكِ، أرسلَ إلى الأحوصِ فأقدَمهُ عليهِ، فمَدَحَهُ الأحوصُ، فأكرمَهُ.

وعن عَقيلِ بنِ خالدٍ: كنتُ بالمدينةِ في الحَرَسِ، فلمَّا صلَّيتُ العصرَ إذَا برجلٍ يتَخطَّى النَّاسَ، حتَّى دنا من عِراكٍ فلطَمَهُ حتَّى وَقعَ، وكان شَيخًا كَبيرًا، ثُمَّ جرَّ رجله، ثمَّ انطلق حتَّى حصَلَ في مركبٍ في البحرِ إلى دَهْلَك، فكانَ أهلُهَا يقولُونَ: جزَى الله عنَّا يزيدَ خيرًا، أخرجَ إلينَا رجلًا علَّمَنا اللهُ الخيرَ على يَديهِ.


(١) "الجرح والتعديل" ٧/ ٣٨.
(٢) دَهْلَك: جزيرة بين بلاد اليمن والحبشة. "معجم البلدان" ٢/ ٤٩٢.