للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلم يواجه ضيغمٌ أميرَ الحاجِّ المصري.

وقدِمَ الشَّريفُ محمَّدُ بنُ بركاتٍ (١) المدينةَ في أثناءِ التي تليها في طِلبته، فما تهيَّأَ [له] (٢) فتركَ بالمدينةَ عسكرًا والشَّريف قُسيطل بن زهيرِ بنِ سليمان وأقاربه من آلِ جمَّازٍ وكاتبَ بذلك، فجاءت المراسمُ بولاية قُسيطلٍ إلى أن فُوِّضَ أمرُ الحجازِ -المدينةِ وغيرها- لصاحبِ مكَّةَ، فأعاد زُبيريًّا بعد استشارةِ المدنيين في أحدِ الجمادين سنةَ سبعٍ وثمَانين إلى أن ماتَ في رمضان من التي تليها.

فاستقرَّ صاحبُ الحجازِ بابنِ المتوفَّى حسنٍ، ودامَ إلى أن اقتحمَ القُبَّة، كما تقدَّم، فاستقرَّ بفارسِ بنِ شامانَ بنِ زهيرِ بنِ سليمانَ بنِ زَّيانَ بنِ منصورِ بنِ جمَّازِ بنِ شيحةَ الحسينيِّ، وفي جدِّه منصورٍ تجتمعُ آلُ منصورٍ، وآلُ جماز، وآلُ زَّيان، وغيرهم وهو ابنُ خالِ صاحبِ الحجازِ، وزوجُ ابنتِه حُزَيمة (٣)، ووصلَها في رجبٍ سنةَ إحدى وتسع مئةٍ، فأحسنَ السِّيرةَ، وقمعَ الرَّافضةَ، بعدَ استخلاصِه من الأموالِ المأخوذةِ جملةً، وتأدَّبَ مع أهلِ السُّنةِ، ولمَّا قدمتُ -وهو بها- أكرمَني، بل كنتُ أشهدُ فيه لوائحَ الإمرةِ قبلَ ذلك حين كنتُ في تلك المجاورةِ بها، فاللهُ تعالى يُباركُ


(١) الشَّريفُ محمَّد بنُ بركاتِ بنِ حسنِ بنِ عجلانَ الحسينيُّ، أمير مكة، وأبوه وجده كذلك، وُصف بالفضل والعدل، وأنَّ الله دفع المكروه عن أهل الحرمين به. "الدر الكمين" ١/ ١٠٣، و "الضوء اللامع" ٧/ ١٥٠، ١٥٣.
(٢) ما بين القوسين ليست في الأصل.
(٣) حُزيمة -بحاءٍ مهملة مضمومة، ثمَّ معجمة مفتوحة- هكذا ضبطه المصنف، كما في ترجمة فارس المتقدم، وحُزيمة هذه هي ابنةُ أحمدَ بنِ عجلانَ بنِ رُميثةَ بنِ أبي نُمي، الشَّريفةُ ابنةُ الشَّريفِ أميرِ مكة. " الضوء اللامع " ١٢/ ٢٠.