للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثمانٍ وأسلمَ، وشهدَ غزوةَ مُؤتةَ، وعرضَ له مرضٌ بعدَ شهودِها، فلم يُسمعْ له بذكرٍ في الفتحِ، ولا ما بعدها (١)، وقد أطعمَه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بخيبرَ كلَّ سنةٍ مئةً وأربعين وَسْقا (٢). وله عَن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أحاديثُ.

روى عنه: ابنُه محمَّدٌ، وحفيدُه عبدُ الله بنُ محمَّدٍ، وموسى بنُ طلحةَ، والحسنُ البصريُّ، وعطاءُ بنُ أبي رباحٍ، وأبو صالحَ السَّمَّانُ، وكانَ علَّامةً بالنَّسب.

ووفدَ على معاويةَ، فأكرمَه، وأعطاه مئةَ ألفٍ، وقالَ له: اصعدِ المنبرَ فاذكرْ ما أولاكَ عليٌّ، وما أوليتُكَ، فصعِدَ، وقال: أيُّها النَّاسُ، إنِّي أردتُ عليًا على دِينِه، فاختارَ دينَه علَيّ، وأردتُ معاويةَ على دينِه، فاختارني على دِينه، فقالَ معاويةُ: هذا الذي تزعمُ قريشٌ أنَّه أحمق؟!

وترجمتُه تحتملُ البسطَ. وهو في "التهذيب" (٣)، وأوَّلِ "الإصابة" (٤).

ماتَ بالمدينةِ في خِلافةِ معاويةَ بعدما عَمِيَ، وله دارٌ بالبقيعِ، دُفنَ بها، وقبرُه مشهورٌ عليه قُبَّةٌ أوَّلَ البقيع، وقيلَ: إنَّه تُوفِّي بالشَّامِ.

وكانَ أسنَّ مِن جعفرٍ بعشرِ سنين، وجعفرٌ أسنُّ مِن عليٍّ بذلك، وطالبٌ أسنُّ من عقيلٍ بذلك، وممّا يُحْكى مِن حُسنِ جوابِه: أنَّ معاويةَ قالَ له يومًا: أينَ عمُّكَ


(١) قال ابن حجر: في هذا نظر، ونقل عن الزبير قال: كان ممن ثبت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين: العباس وعلي وعقيل، وسمَّى جماعة. "الإصابة" ٢/ ٤٩٤.
(٢) الوَسَق والوِسْق: ستون صاعًا بصاع النبي -صلى الله عليه وسلم-. "لسان العرب": وسق.
(٣) "تهذيب الكمال" ٢٠/ ٢٣٥، و "تهذيب التهذيب" ٥/ ٦٢١.
(٤) "الإصابة" ٢/ ٤٩٤.