للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخو إبراهيمَ، وأحمدَ، وغيرِهِما، ويُعرفُ بالخُجَندِيِّ.

وُلدَ في ليلةِ الجُمعةِ منتصَفِ رجبٍ، سنةَ اثنتينِ وأربعينَ وثمانِي مِئةٍ بالمدينةِ، ونَشأَ بها، فحفظَ القرآنَ، و"الكنزَ"، و"ألفية النحو"، وغيرَها.

وعرضَ على المحبِّ المطريِّ، وفتحِ الدِّين ابنِ صالحٍ وغيرِهما، واشتغلَ على سميِّه السيدِ شيخِ الباسطيةِ، والشِّهابِ الإِبشيطيِّ.

وارتحلَ إلى القاهرة؛ فقرأ على الشَّمسِ الشُّروانيِّ "المطوَّلَ"، وعلى الكافياجي، والتقيِّ الحصنيِّ في آخرين، ولازم الأمينَ الأقصرائيَّ، وبرعَ في العربية، والمعاني، والبيان، وكانَ غايةً في الذَّكاء، له النَّثرُ الحسن، والنَّظمُ الكثير الجيِّد.

ماتَ بدمشقَ في صفرَ سنة إحدى وسبعين وثماني مئةٍ بعد أبيه بسنةٍ، وكانَ لمَّا بلغتْهُ وفاتَهُ كَتَبَ إلى أهله في مطالعةٍ:

إنْ ماتَ والدِيَ الشَّفيقُ فإنَّ لي … دَمْعًا يسيلُ عليه في الوَجَناتِ

ولرُبَّما كفَّ الحَزينُ دُموعَهُ … صونًا لهِمَّتِهِ عن الهَفَواتِ

خِيْفَ الوقيعةِ قبل فَوتَ وقوعِها … فإذا استقرَّتْ خِيفَ ما هُوَ آتِ

واجتمعَ هو وسميُّه الفاضلُ الفريدُ ابنُ بَرْدِ بك (١) مع شيخِهما التَّقيِّ الحِصْنِيِّ ببولاقَ (٢)، فلمَّا شاهدوا ما على البحرِ مِن الغَمامِ والظِّلِّ، التمسَ شيخُهما


(١) عليُّ بنُ بردِ بك الفخريُّ، القاهريُّ، الحنفيُّ، مولده سنة ٨٣٨ هـ، ووفاته سنة ٨٧٢ هـ. "الضوء اللامع" ٥/ ١٩٦.
(٢) أحد أحياء القاهرة.