للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جزءًا من "حديث العلائيِّ" بقراءةِ أبي الفتح المراغيِّ، ووصفَه بالفقيهِ البارعِ، وكذا قرأَ عليه "البخاريَّ"، وبالنَّحوِ على المحبِّ ابنِ هشامٍ (١)، وغيرِه، وسمِعَ على الزَّينِ المراغيِّ، وهو وأخواه على العَلمِ سليمانَ بنِ أحمدَ السَّقَّا "الشِّفا" في سنةِ خمسٍ وثمانين، وقرأَ على ابن الجزريِّ "مشيخة الفخر" (٢).

وكانَ إمامًا عالمًا، بارعًا ديِّنًا، شهمًا بَشوشًا، جميلَ الهيئة، بارعًا في العربية والتَّفسير. وَلِيَ قضاءَ المدينةِ بعدَ موتِ عمِّه عبدِ الرَّحمنِ في سنةِ سبعَ عشرةَ وثماني مئة، واستمرَّ حتَّى ماتَ في ليلةِ السَّبتِ ثالثَ عشرَ ربيعٍ الثَّاني سنةَ ثلاثٍ وعشرين؛ بِعِلَّةِ ذاتِ الجَنْبِ عن خمسين سنةً، أو نحوِها، ودُفِنَ بالبقيعِ.

وممَّن أخذَ عنه: أخوه، وكذا لازمَه أبو الفرجِ ابنُ المراغيِّ في تفسيرِ القرآنِ وإعرابِه، وفي قطعةٍ مِن مباحثِ "الألفية"، و"الحاجبية"، بلْ قرأَ عليه بحثًا قطعةً كبيرةً من "الجُمَل" للزَّجَّاجيِّ (٣)، وأجازَ له، وعرضَ عليه الشَّمسُ مُحمَّدُ بنُ عبدِ العزيزِ الكَازَرُونيُّ.

بل أخذَ عنه النحوَ والصَّرفَ، والمعانيَ والبيانَ، وإعرابَ القرآنِ بقراءته وقراءَةِ غيره، والعربيةَ: القاضي فتحُ الدِّين أبو الفتحِ ابنُ صالحٍ، وأيوبُ بنُ سليمانَ المغراويُّ، وآخرون. وأجازَ للتقيِّ ابن فهدٍ، وأبيه، وبيَّضَا له في "معجميهما".


(١) هو: العلامة محبُّ الدِّينِ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الله، ابن العلامة جمال الدِّين، النحوي، مات سنة ٧٩٩ هـ. "إنباء الغمر" ١/ ٥٤٠.
(٢) "مشيخة الفخر البخاري"، مطبوعة قديما، ومنها نسخة في مكتبة الحرم المدني.
(٣) "الجمل في النحو" لأبي القاسم الزَّجَّاجيِّ، المتوفى سنة ٣٣٧ هـ، مطبوع، وكذا شرحه.