للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ربَّ خَودٍ (١) عرفتُ في عَرَفَاتي … سلبتْنِي بحُسنِها حَسَناتي

حَرَّمَتْ حين أَحْرَمَتْ نومَ عيني … واستباحَتْ حشايَ باللَّحَظَاتِ

وأفاضتْ مع الحجيجِ ففاضَتْ … مِن دموعي سوابقُ العَبَراتِ

ولقد أضرمتْ على القلبِ جَمرًا … مُحرِقًا إذ مشَتْ إلى الجَمَراتِ

لم أنلْ من مِنى مُنى النَّفس حتى … خِفْتُ بالخَيْف أنْ تكونَ وفاتي

أشركَ العزيزُ العبيديُّ بينه وبين أبي طاهر مُحمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ عبد الله الذُّهْليِّ (٢) قاضي مصرَ في الحكم، فلمَّا تعطَّلَ سفرُ أبي طاهرٍ، فوَّض له المعزُّ القضاءَ مستقلًا في صفرَ سنةَ ستٍّ وستين وثلاثِ مئةٍ.

وكانَ في سجِّله القضاءُ بالدِّيارِ المصرية والشَّامية، والحرمين والمغرب، وجميعِ مملكة العزِّ، والخطابةُ والإمامةُ، والعيارُ في الذَّهب والفضَّة، والموازين والمكاييل، واستمرَّ على أحكامه، وافرَ الحُرمةِ عندَ العزيز حتَّى ماتَ، وصلَّى عليه العزيزُ. وأقامَتْ مصرُ ثمانيةَ عشر يومًا بدون قاضٍ، لأنَّ أخاه مُحمَّدَ بنَ نعمان (٣) كانَ مريضًا.


(١) الخَوْدُ: الشابة، أو الناعمة. "القاموس": خود.
(٢) مُحمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبد الله الذهلي، أبو طاهر، القاضي البغداديُّ، كانَ مالكيَّ المذهب، توفي سنة ٣٦٧ هـ. "شذرات الذهب" ٣/ ٦٠.
(٣) مُحمَّدُ بنُ النُّعمانِ بنِ مُحمَّدٍ، الشيعيُّ، الباطني، قاضي القضاة، توفي سنة ٣٨٩ هـ. "شذرات الذهب" ٣/ ١٣٢.