للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لعَمارَةِ عين حُنينٍ (١) لمكةَ، فَعَمَرها في سنةِ إحدى وعشرين، ثمَّ صارَ يتعاهَدُ عَمارتها بعد ذلك، ثمَّ تغيَّر عليه المؤيَّدُ، ولاءم بعده الظاهرَ ططر (٢)، فأرسلَ معه هديةً لصاحب اليَمَن، ودخلَ بها إلى اليمنِ في تجارةٍ سنةَ خمسٍ وعشرين بعد موت ططر. وأقامَ باليمن إلى ذي القعدة سنةَ سبعٍ وعشرين، وحجَّ فيها، ثمَّ توجَّه في البحرِ إلى القاهرةِ بهدايا وتُحَفٍ، فأدركَه أجلُه بعَيْنونا (٣) جزيرةٍ بقرب عيونِ القَصَبِ (٤) في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ ثمانٍ وعشرين، واستولت الدَّولةُ على تركتِه، وكانَ يُنْسَبُ للتشيُّع.

وسكنَ مكَّةَ بأهلِه سنينَ بعدَ سكناه بالمدينة، ولاءَمَ الدَّولةَ بمكَّة، وتَغْرِي بَرْمَش (٥)، والبدر الأقصرائي (٦)، فاشتهرَ ذكرُهُ.


= ٨٢٤ هـ. "شذرات الذهب" ٧/ ١٦٤.
(١) انظر خبر عمارته عين حنين وغيرها في "إتحاف الورى" ٣/ ٥٦٠ - ٥٦١.
(٢) ططر الظاهريُّ، ترقَّى في المناصب، حتَّى صار ملك مصر والشام، توفي سنة ٨٠٤ هـ. "الضوء اللامع" ٤/ ٧.
(٣) عَيْنونا: من قرى بيت المقدس، وقيل: هي عين أُنا، وهي بين الصلا ومدين على الساحل. وقيل: قرية يطؤها المصريون إذا حجوا. "معجم البلدان" ٤/ ١٨٠.
(٤) منزلة في طريق الحج المصري ببلاد الحجاز، وهي اليوم في خليج إيلات عند العقبة، بينها وبين المُوَيْلح. حاشية "المجمع المؤسس" ١/ ٢٤٧.
(٥) تَغْرِي بَرْمشَ بنُ يوسفَ بنِ عبدِ الله التركمانيُّ، الحنفيُّ، زينُ الدِّين، توفي سنة ٨٢٣ هـ. "ذيل الدرر الكامنة" ص ٢٧٧، و"الضوء اللامع" ٣/ ٢١.
(٦) محمودُ بنُ مُحمَّدٍ الأَقْصَرائي، بدر الدِّين، عالم مشاركٌ، توفي سنة ٨٢٥ هـ. ذيل "الدرر الكامنة" =