للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعبدُ الله بنُ العلاءِ بنِ زبرٍ، ويعقوبُ بنُ عتبةَ، وخلقٌ.

واستعَملَه الوليدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ على المدينةِ بعدَ عزلِه لهشامِ بنِ إسماعيلَ المخزوميِّ سنةَ ستٍّ وثمانينَ مِن الهجرةِ، إلى سنةِ ثلاثٍ وتسعين فصُرِفَ؛ لأنَّه كتبَ إلى الوليدِ يُخبره بعَسْفِ الحجَّاجِ بالعراقِ، واعتدائِه عليهم، وطلبِه لهم بغيرِ حَقٍّ ولا جنايةٍ، فبلغَ ذلك الحجَّاجَ، وكتبَ إلى الوليدِ: أنَّ مَنْ قِبَلي مِنْ أهلِ العراقِ وأهلِ الشِّقاقِ قد لجؤوا إلى المدينةِ ومكَّةَ، وأنَّ ذلكَ وَهَنٌ، فكتب إليه: فأشرْ عليَّ برجلينِ، فأشار بعثمانَ بنِ خالدٍ، وخالدِ بنِ عبدِ الله القسْريِّ، فولى أوَّلهما المدينةَ، والآخرَ مكةَ، فخرجَ عمرُ منها وأقامَ بالسُّوَيداء (١)، وكثيرًا ما كانت إمرةُ مكةَ مضافةً لإمرةِ المدينةِ معَ إقامتِه بالمدينةِ لقربِها مِن الشَّامِ محلِّ الخلافةِ حينئذٍ.

وهو خامسُ الخلفاءِ الرَّاشدين المهديِّينَ، الذي أحيا اللهُ به ما أُمِيتَ قبلَهُ من السُّننِ، وسلكَ مسالكَ مَن تقدَّمَ قبلَه مِن الخلفاءِ الأربعةِ، وهي بعهدٍ مِن ابنِ عمِّهِ سليمانَ بنِ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ على كُرْهٍ منه، وكانتْ خلافتُهُ تسعةً (٢) وعشرين شهرًا كأبي بكرٍ الصَّدِيقِ، وماتَ في رجبٍ سنةَ إحدى ومئةٍ بدَيرِ سمعانَ مِن أهل حمصَ، عن تسعٍ وثلاثين، وصلى عليه يزيدُ بنُ عبدِ الملكِ.


(١) السُّويداء: مدينة جنوب دمشق، تبعد عنها حوالي ١٠٠ كلم.
(٢) في الأصل: تسعا، والصواب المثبت.