للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نزيلُ مكَّةَ، ويُعرف بالعَرَابيِّ بالتَّخفيف والإهمال.

ممَّن جاورَ بمكَّةَ قريبَ عشرينَ سنةً، أوَّلهُا سنةَ إحدى عشرةَ، ومضى منها زائرًا للمدينةِ النَّبويةِ غيرَ مرَّةٍ، آخرُها سنةَ ستٍّ وعشرين، وسافرَ قبلُ في سنةِ تسعَ عشرةَ إلى اليمنِ، ثمَّ عادَ إلى مكَّةَ.

وأخذَ باليمنِ عن جماعةٍ، منهم: أحمدُ الحَرَضِيُّ (١) المقيم بأبيات حسينٍ (٢) ونواحيها، ولبس منه الخِرقَةَ، فكانَ مِن جِلّةِ أصحابِه.

وكانَ ذا حظٍّ جيدٍ مِن الصَّلاحِ والخير، مُنوَّرَ الوجهِ، حسنَ الأخلاق والمعاشرة، وللنَّاسِ فيه اعتقادٌ، بحيث يُقصدُ بالزِّيارةِ والفتوحِ مِن الأماكنِ البعيدةِ، وممَّنْ كانَ يعتقدُه ويزورُه ويرجعُ إلى أوامرِه: الشَّريفُ حسنُ بن عجلانَ صاحبُ مكَّةِ. بل تحكَّمَ (٣) على يديه مِن الخلائقِ ما يزيد على مئةِ ألفٍ مِن أهل الجبال، وتهامة، وغيرِها.

وابتنى قبلَ موتِه بسنينٍ له منزلًا على المروةِ، وبه ماتَ قبلَ غروبِ ليلةِ سابعِ عِشري رمضانَ، سنةَ سبعٍ وعشرين وثمانِ مئةٍ، ودُفنَ مِن الغدِ بعدَ الصَّلاةِ عليه خلفِ المقامِ، والخروجِ به مِن بابِ الجنائزِ بوصيةٍ منه، وازدحموا على نعشِه.


(١) لم أجده.
(٢) قرية من نواحي زبيد، برز منها مجموعة من الفقهاء والعلماء. "العقود اللؤلؤية" ٢/ ١٠١.
(٣) "الضوء اللامع" ٦/ ١٣٢: تاب على يديه.