للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانَ خليطًا فَكِهًا، حسنَ القراءَةِ والصوتِ، أديبًا، مؤدّبًا مجيدًا، مليحَ الخطِّ، جوَّدَ عليه أكثرُ أولادِ المجاورين، وكَثُرتْ مساعدتُه للإخوانِ عندَ الشُّرفاءِ والأمراء، وقضاء الحوائج عندهم لنفسِه ولغيره، وكانَ محبَّبًا إليهم، مُكرمًا لديهم، يجسرُ على الأمراء بالكلام، ويقول الجدَّ في صورةِ المزاح.

ماتَ سنةَ أربعٍ وثلائين وسبعِ مئةٍ، وتركَ أولادًا أكبرُهم المشارُ إليه، كما سيأتي.

وقالَ ابنُ صالحٍ: أخذ الأذانَ بعدَ ابنِ خالي محمَّد بنِ عبدِ الرَّحمنِ، واستمرَّ فيه حتَّى ماتَ، فخلَفَهُ فيه أولادُه، ثمَّ حفيدُهُ أحمدُ.

وقالَ المَجْدُ (١): مِن المنعوتين بالفَطانة واللَّباقَةِ، الموصوفينَ بالكياسة والحذاقة، لا ينملُّ (٢) الجليسُ من جميلِ عِشرته ومجاورته، ولا يملُّ الخليطُ مِن حُسنِ خُلطته ومحاورته (٣)، يتغنَّى في القرآنِ بصوتٍ يهزُّ الجمادَ، ويُنَغِّمُ فيه بنغمةٍ تحزُّ في الصُّمِّ الصِّلاد (٤)، ويكتبُ خطًّا تخالُ الوشيَ (٥) الحبيرَ، ويضاهي في جنَّةِ الرَّوض النضير، كتَّب أكثرَ أولادِ المجاورين، وسوَّر أياديَهم مِن براءة (٦) براعتِه بالأساور والزَّين،


(١) "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٤٨.
(٢) ينملُّ: ينسلّ. "القاموس": ملل.
(٣) في الأصل: ومجاورته.
(٤) حجر صلد وصلود: صلبٌ أملسُ."اللسان": صلد.
(٥) الوشي: النقش. "القاموس": وشى.
(٦) "المغانم" ٣/ ١٢٤٨: غرابة.