مع قُصَّاده إلى السُّلطانِ، فلمَّا بلغَهم موتُه رجعَ بعضُهم إلى مُرسلِه بما معه مِن المالِ، واختفى بعضُهم بالقاهرةِ.
وقد ذكرَه الفاسيُّ في "ذيل النبلاء"، فقال: وَلِيَ إمرةَ المدينةِ النَّبويةِ مرَّتينِ، الأولى: في أوائلِ العشر الأخير من ذي الحجَّةِ، سنةَ خمسَ عشرةَ بعدَ القبضِ على عمِّهِ سليمانَ بنِ هبةَ بالمدينةِ في هذا التَّاريخِ، واستمرَّ حتَّى عُزلَ في العشرِ الأخيرِ مِن ذي الحجَّةِ سنة تسع عشرة، وولي عِوضَهُ عجلانُ بنُ نعيرِ بنِ منصورٍ.
والثَّانية: بعد عزل عجلانَ في العشرِ الأخيرِ من ذي الحجَّةِ سنةَ أربعٍ وعشرين، وقُبضَ عليه في هذا التَّاريخِ، وهو بالمدينةِ النَّبويَّة، وساروا به بعدَ الحوطةِ إلى مصرَ، وسُجِنَ بقلعة الجبل، وسببُ عزلِه والقبضِ عليه، أَخْذُه في سنةِ أربعٍ وعشرين شيئًا مما هو مدَّخَرٌ لمصالحِ الحرَمِ النَّبويِّ مِن القناديل، وبلغَ هذا الخبرُ الدَّولةَ بمصرَ، فرُسمَ بعزلِه، والقبضِ عليه، ففعلوا ذلك.
وسُعِيَ له وهو في القلعةِ مسجونًا في خلاصِه على أنْ يلتزم برَدِّ ما أخذَ، ويكتبَ به خطَّه، فأُجيبَ سعيُهُ، فاتَّفقَ أنْ ماتَ عقِبَ تقريرِ هذا الأمرِ في صفرَ ظنًّا سنةَ خمسٍ وعشرين بالقلعةِ مسجونًا.
= وهو: مقبلُ بنُ نخبار بن مقبلٍ الحسنيُّ، الينبعيُّ، ولي إمرة الينبع مدة، ثمَّ قبض عليه وحبس بالإسكندرية إلى أن مات بها سنة ٨٠٣ هـ. مات بها سنة ٨٣٣ هـ. "السلوك لمعرفة دول الملوك" ٤/ ٢ / ٦٧٨، و ٨٤٦، و"الضوء اللامع" ١٥/ ١٦٧.