للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الضُّعفاءِ بالإطعامِ ونحوه.

وكانتْ له اليدُ البيضاءُ في الحريقِ الكائنِ بها، وفي قتلِ بعضِ الرَّافِضَةِ، وفي غيرِ ذلك ممَّا جَبُنَ غيرُهُ عنه، واتَّسَعَتْ دائرَتُهُ بها، وكنتُ ممَّن صَحِبَهُ قديمًا بمجلسِ شيخِنا وبعدَهُ، سمعَ منِّي بالقاهرةِ جُلَّ "القول البديع"، ثُمَّ جميعَهُ بالرَّوضةِ النَّبويةِ، وامتَدحني يومَ ختمِه بقصيدةٍ قيلتْ بحضرتِنا، وكذا أخذَ عنِّي غيرَ ذلك.

وكتبتُ عنه مِن نظمِهِ أشياءَ، منها: عِدَّةُ قَصَائِدَ في نحو كُرَّاسَةٍ، سمعتُها منه بمِنىً، وكتبَ إليَّ بعدَ ذلكَ في أثناءِ كلامٍ: وقد أحسنتم الأوقاتَ بالمدينةِ النَّبويةِ، وكأنَّها كانت مناماتٍ، وقصَّرَ العبدُ بل غالبُ أهلِ المدينةِ فيما يليقُ بحالِكم، ولعلَّ -إنْ شاءَ اللهُ تعالى- مِن فضلِه أنْ يُهيِّءَ العودَ مرةً أخرى، ويطولَ المقامُ بها بكلِّ العيالِ على أحسنِ حالٍ، وأسألُ اللهَ أنْ يحفظَ سيِّدَنَا شيخَ الإسلامِ، حافظَ سُنَّةِ خيرِ الأنامِ، اللَّهُمَّ احفظْهُ في الإقامةِ والرَّحيلِ، يا جليلُ يا جميلُ، اللَّهُمَّ احرُسْهُ بعينِكَ التي لا تنامُ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، آمينَ، واجعلْنا وإيَّاهُ في حمايةِ سيِّدِ المرسلينَ (١). انتهى. وتيمَّنْتُ بهذا كلِّهِ منهُ، فنِعمَ الرُّجُلُ تودُّدًا وبَشاشَةً وفَتُوَّةً، واستجلابًا للخواطرِ، أبًا للوافدينَ، وصفاءً ورغبةً في لقاءِ الصَّالحينَ، وخُضوعًا معهُمْ.

ولمَّا أَسَنَّ وانقَطَعَ بالفالجِ ونحوِهِ، استقرَّ ابنُهُ خيرُ الدِّين مُحَمَّدٌ، وهو أفضلُ


(١) الأولى أن يقال: اجعلني في حماية ربِّ العالمين.