وُلِدَ في شَوَّالٍ سنةَ أربعٍ وتسعينَ ومئةٍ، ونشأ يتيمًا، وكانَ أبوه مِن العلماء الوَرِعينَ، سَمِعَ مالكًا، ورأى حمَّادَ بنَ زيدٍ، و صالحًا، [و] ابنَ المبارك، وحدَّثَ عن: أبي معاويةَ، وجماعةٍ.
روى عنه: نصرُ بنُ الحسينِ، وأَحْمَدُ بنُ حفصٍ، وقال: إنَّهُ دخل عليه عندَ موتِهِ؛ فقال: لا أعلمُ في جميعِ مالي درهمًا من شُبهةٍ. وربَّتْ أبا عبدِ الله أمُّه.
وأوَّلُ سماعِهِ سنةَ خمسٍ ومئتين، وحَفِظَ تصانيفَ ابنِ المباركِ، وحُبِّبَ إليه العلمُ مِنَ الصِّغَرِ، وأعانَهُ عليه ذكاؤُهُ المُفْرِطُ.
ورَحَلَ سنةَ عشرٍ بعد أنْ سَمِعَ الكثيرَ ببلده من سادَةِ وقته: مُحَمَّدِ بن سلامٍ، ومُحَمَّدِ بنِ يوسفَ البيَكَنْدِيَّيْنِ، وعبدِ الله بنِ مُحَمَّدٍ المسنديِّ، وطائفةٍ؛ فسمع ببلخَ، ومروَ، ونيسابورَ، والرَّيِّ، وبغدادَ، والبصرةِ، والكوفةِ، ومكةَ، والمدينةِ، وواسطٍ، ومصرَ، ودمشقَ، ونيسابور، وعسقلانَ، وحمصَ، وغيرِها، وارتقتْ شيوخُهُ لألفٍ فأزيدَ، وفي بعضِهم مَن حدَّثَهُ عن ثقاتِ التابعين، كمكيِّ بنِ إبراهيمَ، ومُحَمَّدِ بنِ عبدِ الله الأنصاريِّ.
ومِن شيوخِه بالمدينةِ النَّبَويَّةِ: عبدُ العزيزِ الأويسيُّ، ومُطرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ، وأبو ثابتٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبيدِ اللهِ، وحدَّثَ بالحجازِ، والعراقِ، وخراسانَ، وما وراء النَّهرِ، وكتبوا عنه وما في وجهِهِ شعرةٌ.
روى عنه مسلمٌ خارجَ "الصحيح"، والترمذيُّ، والنَّسائيُّ، وترجمتُه تحتملُ مجلَّدًا، أفرَدَها غيرُ واحدٍ كالذَّهبيِّ، وشيخِنا بالتَّصنيفِ، وأثبتُّ منها في بعضِ التصانيفِ جملةً. ماتَ ليلةَ الفطرِ سنةَ ستٍّ وخمسينَ ومئتينِ، وقبرُهُ بخَرتنكَ على