للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

روى عنه البِرزاليُّ، والذَّهبيُّ، وآخرون، مِن آخرِهم أبو بكرِ ابنُ المحبِّ، و بالإجازة: البرهانُ التَّنوخيُّ.

وأُقعدَ في صناعة السَّكاكينِ عند شخصٍ رافضيٍّ، فأفسدَ عقيدتَه، بحيثُ أخذَ عن جماعةٍ مِن الإماميةِ، ولكنْ لم يُحفظْ عنه سبٌّ في الصَّحابةِ، بل له نظمٌ في فضائلِهم، غيرَ أنَّه كانَ يُناظرُ على القدَر، ويُنكرُ الجبْرَ، وردَّ على العفيفِ التلمساني (١) في الاتحاد، وقد أمَّ بقرية جِسرين (٢) مدَّةً، وأقامَ بالمدينةِ النَّبوية عندَ أميرِها المنصورِ بنِ جمَّازٍ مدَّةً طويلة. كلُّ ذلكَ مع تعبُّدٍ، وسعةِ علمٍ، ونظمٍ، وفضائل.

قالَ ابنُ تيميةَ: هو ممَّن يتسنَّنُ به الشِّيعيُّ، ويتشيَّع به السُّنيُّ، ونسبَ إليه العمادُ ابنُ كثير (٣) الأبياتَ التي أوَّلُها:

أيا معشرَ الإسلام، ذِمِّيُّ دينِكم (٤)


(١) عفيفُ الدِّينِ سليمانُ بنُ عليٍّ التونسيُّ، أحدُ المُغرقين في التصوف، القائلين بالحلول والاتحاد، أزرى عليه الذهبيُّ في "العبر"، توفي سنة ٦٩٠ هـ. "البداية والنهاية" ١٣/ ٣٢٦، و"شذرات الذهب" ٥/ ٤١٢.
(٢) قرية من قرى غوطة دمشق، ما زالت باقية، ذكرها ياقوت في "معجم البلدان" ٢/ ١٤٠.
(٣) "البداية والنهاية" ١٤/ ١٠١.
(٤) هذا صدرُ بيتٍ، وعجزه: تحيَّرَ دُلُّوه بأوضحِ حجَّةِ
والأبياتُ في إنكار القَدَر، ولما وقف عليها ابن تيمية، ثنى إحدى رجليه على الأخرى، وأجاب في مجلسه قبل أن يقوم بمئة وتسعة عشر بيتا، أولها:
سؤالكَ يا هذا سؤالُ معاندٍ … مخاصم ربِّ العرش باري البريةِ =