للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجمالِ المطريِّ، والزُّبيرِ بنِ عليٍّ الأسْوَاني، والمحدِّث أبي عبدِ الله الوَادي آشي، وغيرهم. وقرأ على أبي عبدِ اللهِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ جابرٍ الهواريِّ الأنَدلسيِّ "عجالة الراجز في علم العربية"، من نظمِه، بعد كتابةِ نسخةٍ منه بخطِّه حين كان بالمدينة، وانتهى في سلْخِ (١) شعبانَ سنةَ ستٍّ وخمسين وسبعِ مئة، وكتب الإجازَةَ عن الشَّيخِ: رفيقُهُ أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ مالكٍ الرُّعَيْنِيّ ووصفه: الشَّيخُ الفقيهُ، الجليلُ النبيلُ، الفاضلُ الكامل، المُجيد المُفيد، وقال: إنَّه ممَّن استفاد فأفاد، وبلغ من العلم المُراد، وإنها قراءةٌ كشفَ فيها عن أسرارِها، واستخرجَ الدُّرَّ من بحارِها، واجتنَى الغَضَّ (٢) من أزهارِها، وعرفَ مطالعَ أقمارِها، واستملى عليها وقَيَّد، وأَتْهَمَ في اقتناص ما فيها وأَنْجَد، إلى أنْ كشفتْ له قناعَها، فصارَ ممَّن يَخُبر امتناعَها، ويحقِّقُ أوضاعَها، وأذِنَ له في حملِها عنه حسبَما ألفاها منه، بل أجازَ له جميعَ رواياتِه ومالَه من نظمٍ ونثر.

وتفقَّه، وبرعَ في مذهبِه، وجمعَ وصنَّف وحدَّث، وسمع منه الفضلاءُ، وممَّن أخذ عنه: شيخنُا أبو الفتح المرَاغي؛ قرأ عليه "الموطأ" روايةَ يحيى بن يحيى، و "الشِّفا" وسمع عليه غيرَهما؛ كـ"تاريخ المدينة" (٣) للجمالِ المطري، وبعض "إتحاف الزَّائر" لابن عساكر (٤)، وكذا سمعَ عليه المحبُّ الطبريُّ، وولي قضاءَ المالكية بطيبة من سنةِ


(١) السَّلْخُ: آخر الشهر. "القاموس": شلخ.
(٢) الطَّرِيّ. "القاموس": غضض.
(٣) أي كتاب: "التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة"، طبع عدة طبعات آخرها، بتحقيق: د. سليمان الرحيلي، في دارة الملك عبد العزيز، ١٤٢٧ هـ.
(٤) "إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر"، لأبي اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر الدمشقي، ت: ٦٨٦ هـ. نشر محققًا في مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة -١٤٢٥ هـ.