للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كانَ قد وَلِيَ الولاياتِ بعدَ والده، وتنقَّلَ في المراتبِ حتَّى ملكَ مصرَ والشَّامَ، وكانَ ابتداءُ ولايتِه للدِّيارِ المصريةِ، والدُّعاءُ له بها في رمضانَ سنةَ إحدى وعشرين وثلاثِ مئةٍ، ولم يثبتْ ولايتَه هذه (١)، ثمَّ وليَ مصرَ في خلافةِ الرَّاضي بالله (٢) سنةَ ثلاثٍ وعشرين، وكانت في ابتدائها مُفْتَعَلَةً، ولكنْ جاءه التَّقليدُ بالتحقيقِ من دارِ الخلافةِ في التي بعدها، ثمَّ ولَّاه الخليفةُ المتَّقي العباسيُّ (٣) أخو الرَّاضي في سنةِ إحدى وثلاثين وثلاثِ مئةٍ (٤) مصرَ والشَّامَ والحرمينَ، وعقدَ على ذلكَ مِن بعدِه لولديه: أبي القاسم محمودٍ، وأبي الحسن عليٍّ [على] أنْ يكفُلَهما مولاه كافورٌ الخصيُّ الإخشيديُّ (٥).


(١) دامت ولايته هذه اثنين وثلاثين يومًا، ولم يدخل مصر فيها. "سير أعلام النبلاء" ١٥/ ٣٦٥.
(٢) الرَّاضي بالله، محمَّدُ بنُ المقتدرِ، الخليفةُ العباسيُّ، مولده سنة ٢٩٧ هـ، ووفاته سنة ٣٢٩ هـ. كان سمحًا جوادًا، وفي زمنه كانت الخلافة ضعيفة، وليس له حلٌّ ولا ربط. "أخبار الراضي"، للصولي ١/ ١٠٣، و "الفخري"، ص: ٢٨٠، و"سير أعلام النبلاء" ١٥/ ١٩٣.
(٣) المتَّقي لله، إبراهيمُ بنُ المقتدرِ العباسيُّ، أيامه فتنٌ وحروب، مولده سنة ٢٩٧ هـ وخلافته من سنة ٣٢٩ إلى ٣٣٣ هـ، وتوفي مسجونًا سجنًا طويلًا سنة ٣٥٧ هـ. بعد سملِ عينيه. "مروج الذهب" ٢/ ٥٣٠، و"سير أعلام النبلاء" ١٥/ ١٠٤، و "الوافي" ٥/ ٣٤١.
(٤) في المخطوطة: ومئتين، وهو خطأ.
(٥) وهو الذي يقول فيه المتنبي:
لا تشترِ العبدَ إلا والعصا معه … إنَّ العبيد لأنجاسٌ مناكيدُ
"شرح ديوان المتنبي" ٢/ ٤٣.