للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مِمَّنْ تلا للسَّبْعِ على البدر ابن بَصْخانَ (١)، والشَّمسِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بن عليٍّ الرَّقيِّ (٢)، تلا عليه التَّقيُّ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي الخيرِ الفاسيُّ، وقالَ: إنَّهُ تصدَّرَ للإقراء بدمشقَ وبالمدينةِ، وماتَ بها أو بِمَكَّةَ، وأقامَ بها مُدَّةً طَويلَةً، وكانَ مستجابَ الدَّعوة، يقرأ غالبا كلَّ يومٍ خَتْمَةً، ونُقلَ عنه أنَّه قالَ: كنتُ أقرأ في رمضانَ كُلَّ يوم ختمتينِ، فلمَّا كان آخرُ الشَّهرِ صرتُ أرى مكتوبا: الله، الله، الله، على جميعِ ما يَقَعُ عليه بصري من الأرضِ والسماءِ والجبال، فانقطعتُ عن المسجدِ، وحضورِ الجماعة، ودخولِ الخلاء، وغيرِ ذلك، وتركتُ التصرُّفَ، وأقمتُ على ذلك يومين، ثمَّ زالَ عني في الثَّالث. قالَ: وقد حسَّنَ له بعضُ النَّاسِ صرفَ دراهمَ بمساعيد (٣) في وقتِ رخصها رجاءَ الفائدة، فلمَّا تبيَّن له تحريمُ ذلك تصدَّقَ بجميعها، وكانَ قدْرًا له صورة.

وذُكرَ أنَّه كانَ شديدَ المراقبةِ لنفسِهِ، ومِمَّنْ ذكره ابنُ فرحون (٤)، فقالَ: إنَّه كانَ مِمَّنْ تصدَّرَ للإفادَةِ والجَودة والتَّحصيل، كانَ إمامًا في القراءات، وموادِّها،


(١) بدرُ الدِّين محمَّدُ بنُ أحمدَ، شيخُ مشايخ الإقراء بالشام، له مؤلَّف في "وقف حمزة وهشام"، مولده سنة ٦٦٨ هـ ووفاته سنة ٧٤٣ هـ. "معرفة القرَّاء الكبار"، ص: ٧٤٥، و"الوافي" ٢/ ١٥٩، و"غاية النهاية" ٢/ ٥٧.
(٢) شيخ القرَّاء بدمشق، روى القراءات عن عدد من الشيوخ، مولده بعد ٧٦٠، ووفاته سنة ٧٤٢ هـ. "معرفة القراء الكبار" ٢/ ٧٥٣، و "غاية النهاية" ٢/ ٧٥، و"الدرر الكامنة" ٣/ ٣٤١.
(٣) هكذا في الأصل، وفي "العقد الثمين": بمسعودية. والظاهر أنه نوعٌ من الدراهم، نُقِش عليه صور، كما تفيده عبارة المؤلف.
(٤) "نصيحة المشاور"، ص: ١٤٨.