للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأصوله والعربية، وعن الجوجريِّ (١) العربية، وكذا قرأ فيها على الزَّين زكريا (٢) "شرحه للشذور"، ولازم الأمين الأَقْصُرَائي في فنونٍ، وقرأ عليه كثيرًا، وأكثر أيضًا من ملازمتي روايةً ودرايةً، ثمَّ كان ممَّن لازمني حين إقامتي بطيبة، وقرأ عليَّ جميع "ألفية العراقي" بحثًا، وحمل عني كثيرًا من شرحها للناظم سماعًا وقراءةً، وغير ذلك من تآليفي ومروياتي، جُلُّ ذلك في البحثِ والتَّحرير، والتَّدبُّر والتَّصوير، بحيث أفادَ واستفاد، وأجادَ فيما أبدَاه وأعاد، وأذن بحسنِ إدراكِه وتصويره، وجَودِة مشاركتِه وتقريره، وأنَّه يستحقُّ أن يُحْتَبَى بين يديه للتَّقرير، ويُتَردَد إليه للإيضاح والتَّصوير، لا سيَّما وقد انضمَّ إليه من وُفور العقل والسُّكون، ما يتمُّ به الإصغاءُ لما يُبديه والرُّكون، فليتقدَّم لإقراء مَن يلتمسُ منه ذلك، وإبداء ما تحَمَّلَهُ مما يتهذب به السالك، ناويًا بذلك وجه الله عز وجل، آتيًا من الألفاظ اللينة بما هو في فهم المعاني للطَّالب أدلّ، ووصفتُه: سيَّدُنا الشَّيخُ الإمامُ العالمُ العاملُ الأوحد، المفتي، صدرُ المدرسين، مفيدُ الطَّالبين، بقيةُ العلماءِ المعتمدين، وثِقةُ المشايخ المسدَّدين. ووالده: بالشَّيخِ الإمامِ العالم، النَّاثر النَّاظم، وقد ولي إمامةَ الحنفية بالمدينة بعدَ أخيه أحمدَ، وتزوَّج ابنةَ الشَّيخِ محمَّدٍ المُراغي، ونعمَ الرَّجلُ فضلًا وعقلًا، وتواضعًا وسكونًا،


(١) محمَّد بنُ عبدِ المنعمِ بنِ محمَّد، الشَّمس الجوجريُّ، الشافعىُّ، عالمٌ مشارك، له: شرح عمدة السالك، في الفقه، ولد سنة ٨٢١، وتوفي سنة ٨٨٧ هـ. "الضوء اللامع" ٨/ ١٢٣.
(٢) الزَّينُ زكريا بنُ محمَّد بنِ أحمد، الأنصاريُّ، القاهريُّ، شيخ الإسلام، وقاضي القضاة، له شرح البخاري، مطبوع ولد سنة ٨٢٦، وتوفي سنة ٩٢٦ هـ. "الضوء اللامع" ٣/ ٢٣٤، و "الكواكب السائرة" ١/ ١٩٦.