للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السِّراجِ مُعَمَّرٍ (١) "ألفيَّةَ النَّحْو" حينَ كان عندَهم، وكذا دخلَ دمشقَ، وقرأ على التقيِّ ابنِ قاضي عجلونَ (٢) بالقاهرةِ أيضًا في سنةِ إحدى وتسعِ مئةٍ، وحضر دروسَ الزَّينِ زكريا، وأخذ كلًا مِن "ألفيتي" النحوِ والحديثِ عن البرهانِ ابنِ أبي شريفٍ، وسَمِعَ في الكتب السِّتَّةِ، و"الموطَّأِ" وغيرِها على الفخر الدِّيَميِّ، ولازمَ قبلَ ذلكَ وبعده الشريفَ السمهوديَّ، وما أظنُّ أخذَ عنه أفضلُ منه، وسَمِعَ بمكةَ من النَّجْمِ ابنِ فهدٍ "المسلسلَ"، و"الثلاثياتِ"، وعليَّ في المجاورةِ الثَّانيةِ بالمدينةِ أشياءَ، ثمَّ قرأ عليَّ في التي بعدها شرحي لـ "تقريبِ النووي" بحثًا، وأقرأ الطلبةَ بالمسجدِ النبويِّ، ونِعْمَ الرَّجلُ فضلًا وتودُّدًا.

[وأقول: وقد صارَ شيخَ القُرَّاءِ بالمدينةِ الشَّريفةِ، وإمامَها وخطيبَها، وأحدَ المدرِّسين المفتيين فيها، وكانت ولايتُهُ لخطابَتِها وإمامَتِها في سنة ستٍّ، واستمرَّ مباشرًا لهًا مع بلاغَتَهِ وفصاحَتِهِ، لم يُعزَلْ منها إلا مُدَّةً يسيرةً في سنة ثلاثَ عشرةَ وتسع مئةٍ، ثم ماتَ بعد تعلُّلِهِ مُدَّةً في ليلةِ الأربعاء خامسَ عشرَ صفرَ عامَ ثلاثينَ وتسعِ مئةٍ بالمدينةِ، ودُفِنَ بالبقيعِ رَحِمَهُ الله تعالى، ولم يخلِّفْ ببلِدِه مثلَهُ، وباشرَ الخطابة بعده وَلَدُه الزَّينُ عبدُ الحَقِّ، ثمَّ تركها رغبةً فيها لعجزِهِ عن القيام بها


(١) السراج مُعَمَّرُ بنُ يحيى، المكيُّ، المالكيُّ، جاور بالمدينة مدة، وأقرأ بها، وأذن له شيوخه بالإفتاء، له: "شرح قطر الندى"، في النحو، مولده سنة ٨٤٨ هـ، ووفاته سنة ٨٩٧ هـ. "الضوء اللامع" ١٠/ ١٦٢.
(٢) محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، فقيه شافعيٌّ، له: "تصحيح المنهاج" و"التحرير" كلاهما في الفقه، مولده سنة ٨٣١ هـ، ووفاته سنة ٨٧٦ هـ. "الضوء اللامع" ٨/ ٩٦.