للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعبدُ الكريمِ بنُ محمدٍ الحلبيُّ (١)، وخلقٌ منهم عائشةُ ابنةُ ابنِ عبدِ الهادي، والجمالُ ابنُ الشرائحيِّ (٢)، والشِّهابُ ابنُ حِجِّي الحسبانيُّ (٣)، يجمعهم "مشيختُهُ" تخريجَ التقيِّ ابنِ فهدٍ في مجلَّدٍ سماه: "بغيةَ الطالبِ الفالحِ من مشيخةِ قاضي طابةَ أبي الفتحِ بنِ صالحٍ" اقتصرَ فيها على المجيزينَ فقط.

ونابَ في القضاءِ والخطابةِ، والإمامةِ والنَّظرِ بالمدينةِ عن أبيهِ، ثم استَقَلَّ بها بعدَ موتِهِ سنةَ ستٍّ وعشرين، ودامَ إلى أن تَرَكَ القضاءَ لأخيه أبي عبدِ الله محمدٍ سنةَ أربعٍ وأربعينَ، واقتصرَ على الباقي حتَّى ماتَ.

وقد لقيتُه بالمدينة، وأخذتُ عنه، وكانَ قد قَدِمَ القاهرةِ بسببِ اتِّهامِهِ بالمواطأةِ على قتلِ أبي الفضلِ المراغيِّ أخي أبي الفتحِ، وزارَ بيتَ المقدِسِ، وكان ذكيًّا، مُسَدَّدًا في قضائِهِ، كَرِيمًا، مِنْ دُهاةِ العالم، ذا سَمْتٍ حَسَنٍ، ومَلقىً جميلٍ مع فضيلةٍ في الفقه، ومشاركةٍ في غيره، وسهولةٍ للنَّظْمِ بحيثُ كانَ قَدْ ابتدأ نظمَ القراءاتِ


(١) عبدُ الكريمِ بنُ محمدٍ، قطبُ الدِّين الحلبيُّ، من علماء الحديث، مولده سنة ٧٣٦ هـ، ووفاته سنة ٨٠٩ هـ. "ذيل التقييد" ٢/ ١٤٦، و"إنباء الغمر" ٦/ ٣٤، و"الضوء اللامع" ٤/ ٣١٧.
(٢) عبدُ اللهِ بنُ إبراهيمَ، جمالُ الدِّينِ، أبو محمَّدٍ الشَّرائحيُّ، الدِّمشقيُّ، عالمٌ بالحديث، أكثرَ من المسموع، يعرف العالي والنازل، مولده سنة ٧٤٨ هـ، ووفاته سنة ٨٢٠ هـ. "ذيل التقييد" ٢/ ٢٨، و"إنباء الغمر" ٧/ ٢٨٦، و"الضوء اللامع" ٥/ ٢.
(٣) أحمدُ بنُ حِجِّي، الحسباني، المؤرِّخ، وأحدُ مشايخ الحديث والفقه، له: "تاريخ" ذيَّل به على "تاريخ ابن كثير"، و"الدارس في أخبار المدارس"، مولده سنة ٧٥١ هـ، ووفاته سنة ٨١٦ هـ. "طبقات الشافعية"، لابن قاضي شهبة ٢/ ٣٤٢، و"إنباء الغمر" ٧/ ١٢١، و"الضوء اللامع" ١/ ٢٦٩.