كتاب التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ط مركز دراسات المدينة

حرف الميم - ٣٧٩٠ - محمد بن علي بن [محمد بن علي بن] ضرغام بن علي بن عبد الكافي بن عيسى، الشمس أبو عبد الله القرشي، التيمي، البكري، المصري، الحنفي، المؤذن، نزيل مكة، وربما نزل المدينة، ويعرف بابن سكر، بضم، ثم تشديد، لقب لثاني العليين من آبائه. - ج: 6 - ص: 377

وأجازَ له من دِمِشْقَ: المِزيُّ، والبِرزاليُّ، والذَّهبيُّ، وزينبُ ابنةُ الكمالِ، وآخرون، واشتغلَ بالفقه وغيرِهِ، فحصَّلَ طَرَفًا، وشاركَ في عِدَّةِ فُنونٍ، بل كان عُنِيَ بالقراءاتِ، وقرأ على أبي حيَّانَ، والشَّمس ابنِ السرَّاجِ (١) وغيرهما، وانتصبَ للإقراءِ بالحرم المكيِّ، ومع إكثارِهِ فلم يحدِّثْ إلا باليسير لتخيُّلِهِ، روى لنا عنه شيخُنا وجماعةٌ، وخرّجَ لنفسِهِ ولغيرِهِ، وجمعَ مجاميعَ كثيرةً مع تسامحٍ وكَثْرةِ وَهَمٍ، وخَطٍّ سقيم، ولذا قالَ شيخنا (٢): وخطُّه رديءٌ، وفهمُهُ بطيءٌ، وأوهامُهُ كثيرةٌ مع كَثْرَةِ تخيُّلِهِ وضبطِهِ للوَفَياتِ، ومحبَّتِه للمذاكرَةِ، وقد تغيَّر بأَخَرةٍ تغيُّرًا يسيرًا، وهو والشهاب الكَلُوتَاتيُّ (٣) من وادٍ واحدٍ، رحمهما الله.

وممَّنْ تَرْجَمَهُ: الفاسيُّ (٤)، والمقريزيُّ (٥)، وألمَّا بشيءٍ من ذلك، وهما والجمال ابنُ ظهيرةَ ممَّنْ أخذَ عَنْهُ، وكان استيطانُهُ بمكةَ في سنة تسعٍ وأربعينَ، وخرجَ منها في

---

(١) محمَّدُ بنُ محمدٍ، ابنُ السَّرَّاج، المقرئ، تصدَّى لإقراء القرآن وغيره، ولد بعد ٦٧٠ هـ، وتوفي سنة ٧٤٧ هـ. "وفيات ابن رافع" ٢/ ٣٢، و"غاية النهاية" ٢/ ٢٥٦، و"الدرر الكامنة" ٤/ ٢٣٢.
(٢) في "إنباء الغمر" ٤/ ٨٧.
(٣) أحمدُ بنُ عثمانَ، أبو الفتح الكرماني، الكَلُوتَاتيُّ، القاهريُّ، الحنفيُّ، فقيهٌ محدِّث، قرأ "البخاريَّ" أكثر من ستين مرة،، له "مختصر الناسخ والمنسوخ"، للحازمي، مولده سنة ٧٦٢ هـ، ووفاته سنة ٨٣٥ هـ. "المنهل الصافي" ٣/ ٣٦٨، و"إنباء الغمر" ٨/ ٢٦٣، و "الضوء اللامع" ١/ ٣٧٨.
(٤) "العقد الثمين" ٢/ ٢٠١.
(٥) في "درر العقود الفريدة" ٣/ ٤٣.