للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تحرير علمِ الأصولِ" للإمام ابن شاسٍ (١)، وسَمِعَ عليَّ مباحثَ، جُلَّ "الألفيةِ"، وأكثرَ من شرحها، إلى غير ذلك ممَّا سَمِعَهُ مِنِّي وعليَّ، وكتبتُ له إجازةً، ووصفتُه بالشَّيخ الصَّالح، العالمِ الفاضل، البارع القدوة، المرضي الرحَّال، مفيدِ الطالبين، بَرَكَةِ المخلصينَ، عَينِ الأفاضلِ المكرمينَ، وقراءَتَهُ بأنها قراءَةُ بَحْثٍ وتقريرٍ، ونَظَرٍ وتحريرٍ، أفادَ فيها واستفادَ، وأبان مِنْ مَبَاحِثِهِ ما استنارَ به القَلْبُ الخالصُ من الفساد، واستظهرَ مَنْ شَهِدَ منهُ ذلك لفضلِهِ، وتقرَّرَ لديه سلوكُ مَسَالِكِ خِدمَةِ العِلْمِ وأهلِهِ، ولم يَغْفَلْ عن تَكرِيرِ المجادَلَةِ ولا المراجعَةِ، ولا أثقلَ عمَّا تظهرُ له فيه المنازَعَةُ، نفعَ الله تعالى به، ودَفَعَ عنه كلَّ أمرٍ مشتَبِهٍ، وأمدَّ في عمرِهِ مصاحبًا للتوفيقِ مع الهداية، واستفادَ منه الطَّلَبَةُ في البدايةِ والنهايةِ، ثم أجزتُ له سائرَ ما رَويتُهُ وألَّفتُهُ، وأن يَفِيدَ منه ما أمكنَهُ إفادَتُهُ، لمن يلتمسُ ذلك له مُصاحبًا في الرِّوايةِ والدِّرايةِ، والضبطِ والتَّحريرِ، والرَّبطِ لما بِيَدَيْهِ، والسَّعدِ بنظامٍ حَسَنِ التقريرِ، والاستمرارِ على الدَّوامِ في العَمَلِ، والاستظهارِ بالمطالعةِ والمذاكرةِ، في الحالِ والاستقبالِ، وبالجملةِ فَهُوَ إنسانٌ فاضلٌ، مُشارِكٌ، راغبٌ في المباحَثَةِ والتَّحصيلِ، ماتَ في أحدِ الرَّبيعينِ سَنَةَ إحدى وتسعينَ وثمانِ مِئَةٍ بالمدينةِ، ودُفن بالبقيعِ رحمه الله.


(١) عبدُ اللهِ بنُ نجمِ بنِ شاسٍ، الفقيه المالكيُّ، من بيت الإمرة والتقدُّم، له: "الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة"، سارت به الركبان، توفي سنة ٦١٦ هـ. "التكملة لوفيات النقلة" ٣/ ٤٦٨، "سير أعلام النبلاء" ٢٢/ ٩٨، و"الديباج المذهب"، ص: ١٤١.