للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَحِقَهُ، فلم يَزَلْ بها، قالَ: ولم يزلْ قاضيًا حتَّى ماتَ بها لإحدى عشرةَ ليلةً خَلَتْ مِن ذي الحِجَّةِ سنة سبعٍ ومائتينِ، انتهى.

قالَ محمدُ بنُ سلَّامٍ الجمحيُّ (١): هو عالمُ دَهْرِهِ، وقالَ مصعبُ بنُ عبدِ الله: والله ما رأينا مثلَهُ، وقالَ الدَّرَاوَرْدِيُّ: هو أميرُ المؤمنين في الحديثِ، وقالَ إبَراهيمُ الحربيُّ (٢) -وناهيكَ به-: إنَّهُ أمينُ النَّاسِ على أهلِ الإسلامِ، كانَ أعلمَ النَّاس بأمرِ الإسلامِ، فأمَّا الجاهليةُ فلم نعلمْ منها شيئًا.

وعن الواقديِّ: كانت ألواحي تضيعُ فأُوتى بها من شهرتِها بالمدينةِ، يقال: هذه ألواحُ ابنِ واقدٍ، وقالَ ابنُ المبارك: كنتُ أقدُمُ المدينةَ فما يُفِيدُني، ويدلُّنِي على الشيوخِ إلا هو، ومِمَّنْ ترجَمَهُ الخطيبُ (٣) في خمسةِ أوراقٍ كبارٍ، وقالَ: هو ممَّنْ طَبَّقَ شَرْقَ الأرضِ وغربَها، وكذا طوَّلَ ابنُ عساكرَ في "تاريخه" (٤) ترجمتَهُ، ثمَّ المزيُّ


(١) محمد بن سلَّام الجُمحيُّ، البصريُّ، من كبار أدباء عصره، مع اشتغالٍ بالحديث، له: "طبقات فحول الشعراء"، مولده سنة ١٣٩ هـ، ووفاته سنة ٢٣١ هـ. "تاريخ بغداد" ٥/ ٣٢٧، و"معجم الأدباء" ٧/ ١٣، و "بغية الوعاة" ١/ ١١٥.
(٢) إبراهيمُ بنُ إسحاق الحربيُّ، مِن كبارِ أئمة الحديث، واللغة، له: "غريب الحديث"، مطبوع، مولده سنة ١٩٨ هـ، ووفاته سنة ٢٨٥ هـ. "تاريخ بغداد" ٦/ ٢٧، و"طبقات الحنابلة" ١/ ٨٦، و"معجم الأدباء" ١/ ١١٢.
(٣) "تاريخ بغداد" ٣/ ٣.
(٤) "تاريخ دمشق" ٥٤/ ٤٤٠.