للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيما جاؤوا به، وَمَنْ يتقدَّمُ فيه؟ فأشار عليهم بأن لا يقدِّم عليَّ أحدًا، ففعلوا ذلكَ، وحصل لي الخيرُ بِبَرَكَتِهِ وإشارَتهِ، وله موضوعاتٌ مفيدةٌ، منها: "اختصارُ الكافي" في القراءاتِ (١) لم يُسبَقْ إلى مثلِهِ، صغيرُ الحجمِ، غزيرُ العلمِ، انتفعَ به الطَّلَبَةُ، وحَفِظُوه، و"مقدِّماتٌ في النحو والحديث"، ونصح الشباب، ماتَ بالقدسِ في عيدِ الأضحى سنةَ ثلاثٍ وعشرين وسبعِ مِئَةٍ.

قلت: وكذا قرأ عليه القرآنَ بالمدينةِ، أخو البدرِ عبدِ الله عليٌّ.

وكانَ الشيخُ يحكي في ميعادِهِ أنَّهُ رأى في المنام، كأن نارًا استعرَتْ في الرَّوضةِ، وهي تعملُ في السجاجيدِ التي يقعدون فيها، وصار ينادي ويصيحُ: يا ربِّ ما سجادتي من تلك السجاجيدِ، وكذا كان يقول: إذا كنتُ بالروضة، ولم أجد لي فيها مدخلًا، فرحتُ، وسُرِرْتُ لما أرى على الحرصِ على الخير، وكان يقصِدُ طَرَفَ الصَّفِّ من جِهَةِ المنبرِ حتى يَرفَعَ البساطَ، ويصلِّي على الرَّمل (٢).

وقد أفرد ترجمَتَهُ الشَّمسُ محمَّدُ بنُ صالحٍ (٣) في مؤلَّفٍ سمَّاه: "الدُّرَّة النَّفيسةُ بذكر شيخِ الصِّدق والنَّصيحةِ"، وهو مِمَّن لازَمَهُ، وأخذَ القراءاتِ، وغيرَها، وما رأيت المجدَ ذكرَهُ لكن ضمَّنَ ترجمته (٤).


(١) اسم كتابه هذا: "لمح الإشارات".
و"الكافي في القراءات" لأبي شريح علي أبي القاسم بن الطيب. "غاية النهاية" ٢/ ٤٧.
(٢) "نصيحة المشاور"، ص: ٢٨.
(٣) تقدَّمت ترجمته.
(٤) أشار له في ترجمة إلياس بن عبد الله. "المغانم المطابة" ٣/ ١١٦٤.