للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أربعَ عشرةَ ومئةٍ، وسيأتي في: عبدِ الله بنِ عروةِ بنِ الزُّبيرِ أنَّ الوليدَ بنَ يزيدَ أخذَ إبراهيمَ هذا وعَذَّبَهُ، وقال فيه عبدُ اللهِ من أبياتٍ ما سيأتي في: عبد الله.

ولإبراهيمَ ذِكرٌ في ترجمة: سعيدِ بنِ سليمانَ بنِ زيدِ بنِ ثابتٍ أنَّه هوالذي أكرهَه على ولايةِ قضاءِها. وفي تاسع عشر "المجالسة" (١) من جهةِ المدائنيِّ، عن رجلٍ من أهلِ المدينةِ قُرشيٍّ قالَ: كنتُ أسايرُ إبراهيمَ بنَ هشامٍ بالمدينةِ وهو والٍ عِليها، فَسَلَّمَ عليه رجلٌ، فرأيتُ وجهَهُ قد تَغَيَّر، فلمَّا مضى الرَّجلُ سألتُه عن تَغَيُّر وجهِهِ؟ فقال لي: إنَّ لهُ عَلَيَّ دَيْنًا، وقال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- (٢): "إنَّ لصاحب الحقِّ مَقَالًا"، وسيأتي له ذكرٌ في أخيه، وأنَّ الوليدَ بنَ يزيدَ بنِ عبدِ الملكِ ضربَهما ضَربًا كثيرًا، وبعثَ بهما إلى يوسفَ بنِ عمرَ الثَّقفيِّ بالكوفةِ، فصادَرَهما، وعذَّبَهُمَا عذابًا شديدًا معَ خالدِ بنِ عبدِ اللهِ القَسريِّ حتى ماتوا جميعًا في يومٍ واحدٍ من المحرَّمِ سنةَ ستٍّ وعشرين ومئةٍ. (٣) قال ابنُ جريرٍ (٤): إنَّ هشامَ بنَ عبدِ الملكِ وَلَّى خالَه إبراهيمَ هذا مكَّةِ والمدينةَ والطَّائفَ بعدَ أن عَزَلَ عن ذلكِ عبدَ الواحدِ النَّضريَّ، وأنَّه قدمَ المدينةَ في جُمادى الثَّاني سنةَ ستٍّ ومئةٍ، وحجَّ بالنَّاسِ إلى أنْ عُزِلَ في سنةِ أربعَ عشرةَ ومئةٍ، تخلَّلها حجٌّ غيرُه، وفي سنةِ خمسٍ ومئةٍ أرسلَ لعطاء بنِ أبي رَبَاحٍ يسألُه: متَى يُخطبُ بمكَّة؟ فقال: بعدَ الظُّهرِ، قبلَ التَّرويةِ بيومٍ، فخطبَ قبلَ الظُّهرِ، وقال: أمرَني رسولي بهذا عن


(١) أي: كتاب "المجالسة وجواهر العلم" ٦/ ٣٠٨، لأبي بكر أحمد بن مروان الدّينوري المالكي.
(٢) جزء من حديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أخرجه البخاري، في الوكالة، باب: (٢٣٠٦)، ومسلم في المساقاة، باب: ٣/ ١٢٢٥ (١٦٠١).
(٣) انظر: "تاريخ دمشق" ٧/ ٢٦٦، و "العقد الثمين" ٣/ ٢٦٧.
(٤) "تاريخ الطبري" ٤/ ١١١.