للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"الشِّفاءِ" في سنةِ خمسٍ وثمانين، وأكثر عن أبي الفضلِ ابنِ الإمامِ الدمشقيِّ بحيثُ استوفى عليه الكُتُبَ السِّتَّةَ، بل بحثَ عليه بقراءتهِ قطعةً من "المنهاجِ" وقسمًا من "ألفيَّةِ النحوِ" مع سماعِ باقيها، وقطعةً من "جمعِ الجوامعِ"، وأخذ عني في مجاورتي أشياءَ بقراءتِه وقراءَةِ غيره، ومن ذلك في الثانيةِ "مناقبَ العبّاسِ" (١) من تصانيفي، وفي الأولى جُلَّ "القولِ البديعِ" كُلَّ هؤلاءِ بالمدينةِ، بل قرأ علَيَّ بمكّةَ "الثلاثياتِ" وغيرَها، وفي ذي الحجّةِ سنةَ ثلاثٍ وثمانين على النَّجمِ ابنِ فهدٍ بها "المِئَةَ" انتقاءَ ابنِ تيميَّةَ من "البخاريِّ" (٢) و"الأربعين" لشيخِنا من "مسلمٍ" بعد سماعِ المُسلسَلِ منه، وفي طيبةَ سنةَ ستٍّ وثمانين على حُسينٍ الفَتحِيِّ "الأربعين النوويَّةَ" مع سماعِ المسلسلِ والحديثِ الأوَّلِ كلاهما من لفظِه، وقال له: إنه قرأ "مُسلِمًا" بكمالِه على الزَّركشي.

ولازم في طيبةَ السَّيِّدَ السمهوديَّ في قراءةِ الكثيرِ من تصانيفِه وغيرها في الفقهِ وأصولهِ والعربيةِ في التَّقسيمِ وغيره، والقاضي صلاحِ الدينِ ابنِ صالحٍ، وعلى قاضي الحَرَمَينِ الشَّرَيفينِ الحنبليِّ، والشمسِ البُلبيسيِّ والنورِ المحلِّيِّ ابنِ قُريبةَ، وغيرِهم من الغرباءِ والقاطنين، فكان منهم النورِ الطّنتدائيُّ، قرأ عليه "مجموعَ الكلائيِّ"، وقرأ وسمع على عبد الله بنِ صالحٍ وفتحِ الدين ابن علبَكَ وجدَّتِهِ لأبيه زينبَ في آخرين، واختُصَّ بملازمةِ شيخِ الخُدَّامِ شاهين الجماليِّ، وقرأ بحضرتِه كُتُبًا كثيرةً، بل صار يكتُبُ


(١) واسمه "الإيناس بمناقب العباس"، ص ٥١ - ٥٢.
(٢) "المئة المنتقاة من صحيح البخاري" انتقاء أبي العباس ابن تيمية، ذكره الروداني في "صلة الخلف" ص: ٣٩٤.