للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وثمان مئةٍ بالمدينةِ، ونشأ فحَفِظَ القرآنَ و"أربعي النوويِّ" و"الحاوي" و"المنهاج الأصليَّ" و"ألفية النحو"، وعرض على جماعةٍ، وسمع على جدِّه أبي الفتحِ وأبىِ الفرجِ المراغيِّ وولدِه والشِّهابِ الإبشيطيِّ، ثم حُسينٍ الفتحِيِّ والبدرِ حسنٍ المرجانيِّ (١)، وقاضي الحَرَمَينِ الحنبليِّ المحيويِّ في آخرين، واشتغلَ بالفقهِ والعربيةِ وغيرهما.

ومن شيوخِه الشَّمسُ البُلبيسِيُّ، أخذ عنه الفقهَ وأصولَهُ والعربيةَ والفرائِضَ والحسابَ، وبه انتفعَ، وكذا أخذَ في الفقه عن السَّيِّدِ السَّمهودِيِّ، وقليلًا عن التَّقِيِّ ابنِ قاضي عجلونَ حين اجتيازِه للحَجِّ، وقرأ على النُّورِ ابنِ قريبَةَ المحليِّ "البُخارِيَّ" حينَ إقامَتِهِ بالمدرسةِ المزهريَّةِ، وحضر عنده غيرَ ذلك، بل حضرَ قبل عند الشَّرفِ عبد الحَقِّ السُّنباطِيِّ، وعرضَ عليه بعضَ محافيظِه، وبعدُ على المحبِّ أبي الفضلِ ابنِ الإمامِ الدِّمَشقيِّ، ولازم الشمس البسكَرِيَّ في العربيةِ.

وسمع منِّي في المجاورةِ الأولى بالمدينةِ، ثم لازمني في الثالثةِ حتى قرأ "الشِّفاء" و"الموطَّأَ" وغيرَهما كـ "المقاصِدِ الحَسَنةِ" من تصانيفي وكَتَبَهُ مع غيرِه، وسمع الكثيرَ بحثًا من شرحي على "ألفيةِ العراقيِّ" و"تقريبِ النوويِّ" وروايةِ جملةٍ من "القولِ البديعِ"، وله همَّةٌ في التحصيلِ وحرصٌ على الفائِدَةِ، بل هو من خيارِ فُضَلاءِ المدينةِ حُسنَ فَهمٍ ومشاركةٍ سيَّما في الفقهِ.


(١) حسن بن محمد بن أبي بكر البدر المرجاني الشافعي، فقيه تصدر للتدريس والإفادة، لقيه السخاوي ولم يؤرخ وفاته "الضوء اللامع" ٣/ ١٢٢.