للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهو عندَ شيخِنا في "دُرَره" (١)، وشيخِهِ العراقيِّ في "وفياتِه"، وقد استبدُلِت هذه المدرسةُ بعد دهرٍ في سنة تسعٍ وثمانين وثماني مئةٍ، ذكرَهُ الفاسيُّ وقال: إنه جاورَ بمكةَ مُدَّةً تزيدُ على عشرين سنةً ملازمًا للعبادَةِ مُطَّرِحًا للتَّكَلُّفِ، ونقل عن شيخِه أبي بكرِ بنِ قاسمِ بنِ عبد المعطي تحديدَ مُجاوَرَتِه بمكةَ كما تقدَّم، وأنه كان يطوفُ مكشوفَ الرأسِ في الحَرِّ الشديدِ، ولكنّه كان كثيرَ الوقيعةِ في الناسِ. وقال غيرُه: إنه وُلِدَ في ربيعٍ الآخر سنة سبعين، وحجَّ سبع عشرة حجةً منها مجاوراتٌ خمسةٌ، واعتمرَ ما ينيف على خمسِ مِئَةِ عُمرَةٍ منها عمرَةٌ من المدينةِ النَّبوِيَّةِ في رمضانَ، وأكثَرُ طوافِه في اليومِ والليلةِ زيادةٌ على خمسين أسبوعًا تاليًا كتابَ الله مع صومِ الدَّهرِ سَفَرًا وحَضَرًا. وقرأَ القُرآنَ على النُّورِ الكُفتِيِّ (٢)، والعربيَّةَ على البهاءِ ابنِ النَّحَّاسِ، وكتبَ في يومٍ وليلةٍ مئةً وأحدَ وسِتِّين منشورًا في أيامِ الروكِ، واشتغل على القُطبِ القسطَلّانيِّ والشِّهابِ الخُوَيِّيِّ والتَّقِيِّ ابنِ رُزَينٍ والتَّقِيِّ عبد الرحمنِ ابنِ بنتِ الأغَرِّ (٣) وابنِ دقيقِ العيدِ والبدرِ ابنِ جماعةَ والشمسِ السَّروجِيِّ الحَنَفِيِّ (٤) والعِزِّ المقدِسِيِّ القاضي (٥)، وحَدَّث في مشيَخَتِه عن أبيه، وذكرَ جماعةً كثيرين، ثم قال: في آخرين.


(١) "الدرر الكامنة" ٤/ ٢٣٩.
(٢) النور بن الكفتي أبو الحسن علي بن ظهير بن شهاب المصري شيخ الإقراء بديار مصر، توفي سنة ٦٨٩ هـ "غاية النهاية" ١/ ٥٤٧.
(٣) القاضي عبد الرحمن ابن عبد الوهاب ابن خلف المعروف بابن بنت الأغر، وليَّ مشيخة السعيدية "طبقات الشافعية الكبرى" ٥/ ٦٤.
(٤) أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني بن أبي إسحاق العباسي، شمس الدين السَّرُوجِي الحنفي، تفقه على مذهب أحمد، ثم تحول حنفيًا ونبغ حتى صار من كبار الفقهاء وتولى منصب قاضي القضاة، توفي سنة ٧١٠ هـ "الدرر الكامنة" ١/ ٩٠، و"الجواهر المضية" ص: ٥٣.
(٥) عمر بن عبد الله بن عمر المقدسي عز الدين الحنبلي القاضي، توفي سنة ٦٩٦ هـ "تذكرة الحفاظ" ٤/ ١٤٨١.