للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السَّمهوديِّ "شرح العقائدِ"، وأذن له الثلاثةُ في الإقراءِ والإفادةِ، وارتحل فسمع بمكةَ من النجمِ عمرَ بنِ فهدٍ في سنةِ إحدى وثمانين، وبحلبَ رفيقًا لأخيه عبد العزيزِ في سنةِ ثلاثٍ وثمانين من أبي ذرِّ ابنِ البرهانِ، وبحمصَ من أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ سعيدٍ (١)، وبالشامِ من البرهانِ الناجيِّ والشهابِ ابنِ الأخصاصيِّ (٢)، وبالقاهرةِ قبلَ ذلك من الكمالِ إمامِ الكامليَّةِ، وكذا قرأعليَّ أشياءَ من الكُتُبِ السِّتَّةِ و"الموطأَ" و"مسندَ الشافعيِّ"، وسمع منِّي المُسلسَلَ بالأوليَّةِ وبيومِ العيدِ بشرطِهما، وعَلَيَّ دروسًا في الاصطلاحِ.

ثم لازَمَني حين مجاورتي الأولى بالمدينةِ في قراءَةِ قطعةٍ صالحةٍ من أوَّلِ شرحِ "ألفيَّةِ العراقيِّ" لناظِمها، وسمع من أثنائِه أيضا دروسًا غير ذلك كُلُّها في البحثِ والتقريرِ، والتدبُّرِ والتَّحريرِ، والإتقانِ والإيقانِ، والإمعانِ والبيانِ، والتحقيقِ والتدقيقِ، فأفادَ واستفادَ، وظهرَ منه فوق المرادِ، بحيثُ كان ذلك أحدَ الأدلَّةِ في براعتَهِ، وأسعدَ كَلِمَةٍ للنطقِ بِوجاهَتِهِ، وإن كانت فضائِلُهُ قبلَهُ مسطورَةً، وفواضِلُهُ بين الشُّيوخِ فضلًا عن الأقرانِ مذكورةٌ، والثناءُ عليه على الألسنِ الطَّاهِرَةِ، والاعتناءُ منه بالكتابِ والسُّنَنِ لوائِحُهُ ظاهِرَةٌ، ولذا أَذِنتُ له في إقراءِ الطَّلَبَةِ، وإجراءِ فَرَسِهِ في ميدانِ من خَدَم العِلمَ وطَلَبَهُ، فليتَقَدَّم للتَّدريسِ والإفادَةِ، وليهتَمَّ لِدَفعِ التَّلبيسِ عمَّن قصدَهُ وأرادَه، مخُلِصًا في ذلك، مُتَفحِّصًا بالمطالَعَةِ والمذاكرَةِ عما هنالك، فحياةُ


(١) أحمد بن محمد بن سعيد الحمصي الشافعي، ولد سنة: ٨١٦ هـ، ولم يذكر السخاوي وفاته. "الضوء اللامع" ٢/ ١١١.
(٢) أحمد بن محمد بن محمد الشهاب الدمشقي الشافعي ابن الأخصاصي، له اشتغالٌ بالفقه ومصنفات، توفي سنة ٨٨٩ هـ "الضوء اللامع" ٢/ ١٩٤.