للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكرَهُ شيخُنا في "دُرَرِه" (١)، ودُفِنَ بالبقيعِ، وله ذكرٌ في الجمالِ محمَّدِ ابنِ أحمدِ بنِ خَلَفٍ المطرِيِّ، وأظنُّهُ المُشارَ إليه عند ابنِ صالحٍ، فإنه قال: ومن المؤذِّنين القُدماءِ رئيسٌ ثالثٌ مقرئٌ مشهورٌ، كان رئيسًا مُعلِّما للقرآنِ بالحرمِ على هيئةٍ حَسَنَةٍ في خِلقَتِهِ وثيابِه وشَيبةٍ، أَذَّنَ في المئذنةِ التي على رأسِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مُدَّةً طويلةً، وقدَّرَ الله أنه طلعَ في بعضِ الأسحارِ المئذنةَ الجديدةَ فأدركه الموتُ قبل نزوله منها ووجدوه ميِّتًا (٢).


(١) "الدرر الكامنة" ٤/ ٢٧٥.
(٢) في هامش الأصل بخط عبد القادر الأنصاري: قف، اتفق مثل هذا بعينه في سنة ١١١١ لأحد الرؤساء بالحرم النبوي، وهو الريس محمد حجازي أنه طلع في بعض الليالي في المئذنة التي عند رأس النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي محل رئيس المؤذنين وباقي المآذن الخمس التي بالحرم النبوي وغيرها كالقلعة وخارج السور يتبعونه في الوقت فمتى أذن أذنوا، فطلع آخر الليل وذكر وهلل وهلل من معه في باقي المآذن، ثم أذن الأول وأذن معه الباقي، ثم إن العادة أن الأذان الأخير الذي يكون عند طلوع الفجر الصادق يختص به صاحب مئذنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتسمى الرئيسية لكون المؤذن بها رئيسهم، والعادة أنه بعد الأذان الأول يسلم الرئيس الذي بها مرارًا على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يطلع الفجر فيؤذن الأذان الثاني ثم ينزل ثم سويعة تقام صلاة الصبح، ويتقدم الإمام الشافعي فيصلي الصبح، فكان في تلك الليلة بعد ما أذن الرئيس محمد حجازي المذكور الأذان الأول وسلم مرة أو مرتين وسكت طويلًا حتى طلع الفجر وظهر ولم يؤذن، فتنبه من حضر وظنوا أن الرئيس غلبه النوم فطلع بعض خدام الحرم لينبهوه فوجدوه في الدور محل الأذان ملقى للقبلة وهو ميت فأذن آخر غيره وتركوه وهو ميت وذهبوا به إلى منزله فغسل وكفن وأتوا به بعد ذلك في ضحوة النهار إلى المسجد للصلاة عليه على العادة أنهم يأتون بالمتوفى للمسجد للصلاة عليهم، فصلي عليه وصار له مشهدٌ عظيمٌ، وذهبوا به للبقيع فدفن، رحمه الله.